هي حالة طبية طارئة تهدد الحياة، تنتج عن استجابة الجسم القصوى للعدوى. في هذا المقال تجد كل ما قد تحتاج إلى معرفته حول التهاب الدم، من أعراضه إلى أسبابه وطرق علاجه
التهاب الدم أو الإنتان (Sepsis)، هو حالة تتطور عندما تؤدي العدوى إلى استجابة شديدة من الجهاز المناعي في الجسم، فعند التعرض للعدوى، يستجيب الجهاز المناعي عن طريق إطلاق البروتينات والمواد الكيميائية الأخرى لمحاربتها، ويحدث الإنتان عندما تخرج هذه الاستجابة عن السيطرة.
يمر الإنتان بثلاث مراحل:
بعض الأشخاص معرضين لخطر الإصابة به أكثر من غيرهم، وهم:
تعمل كريات الدم البيضاء كخلايا مناعية، تتدفق عبر مجرى الدم لمحاربة الفيروسات والبكتيريا وغيرها من الغزاة الأجانب، الذين يهددون الصحة، فعندما يكون الجسم في حالة ضائقة، وتتعرض منطقة معينة للهجوم، تندفع خلايا الدم البيضاء للمساعدة في تدمير المادة الضارة والوقاية من المرض.
ويمكن أن تحدث بعض الاختلالات في كريات الدم البيضاء:
يكون عدد كريات الدم البيضاء في هذه الحالة أقل من المعدل الطبيعي، ويمكن أن تحدث قلة الكريات البيض مع الالتهابات الفيروسية، وحالات أخرى مثل الذئبة الحمامية الجهازية.
في هذه الحالة يكون عدد الكريات البيض (العدلات في المقام الأول) أعلى من المعدل الطبيعي، وتدل كثرتها عادة على الاستجابة الالتهابية مثل العدوى، ولكن يمكن أن تحدث أثناء العدوى الطفيلية أو السرطانات مثل سرطان الدم، كما يمكن أيضا أن ترتفع بسبب حالات أخرى كالإجهاد.
قد يهمك: متى يكون ارتفاع كريات الدم البيضاء خطيراً؟
ينتج عن التهاب الدم مجموعة من الأعراض، أهمها:
تعمل الخلايا في الجسم على محاربة مسببات الالتهاب، ومن ضمن الأعراض الناتجة عن هذه العملية الحمى وارتفاع درجة الحرارة، وهو استجابة طبيعية للقضاء على العوامل المسببة للالتهاب.
يعتبر الإحساس بالتعب والإرهاق من الأعراض الشائعة لالتهاب الدم، وقد يكون ناتجا عن المعاناة من نقص في كريات الدم الحمراء وكريات الدم البيضاء، أو نتيجة تدهور صحة الأعضاء ووظائفها.
يمكن أن يكون الإحساس بالألم والتورم مصاحبا لالتهاب الدم، نتيجة تأثر الأنسجة والأعضاء في الجسم، كالكبد والكلي، أو نتيجة تشنج العضلات، أو نتيجة تجمع السوائل في الأنسجة.
يمكن أن ينتج الاحمرار المرتبط بالتهاب الدم عن زيادة تدفق الدم في المناطق الملتهبة من الجسم، وانتفاخ أو توسع الأوعية الدموية المؤدي إلى التورم والاحمرار.
يمكن أن يؤدي الالتهاب إلى فقدان الشهية، نتيجة الإحساس بالألم والغثيان والقيء في بعض الحالات الشديدة من التهاب الدم.
يمكن أن ترتفع دقات القلب نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجسم، أو نتيجة تدهور صحة القلب بالتهاب الأنسجة والأوعية الدموية.
يمكن أن يؤثر على صحة المفاصل نتيجة الالتهاب الشديد في الجسم، ويحدث تصلب المفاصل بشكل أكثر حدة لدى الأشخاص الذين يعانون من. التهاب المفاصل الروماتويدي.
تحدث مشاكل الجلد عند تأثير التهاب الدم على الأوعية الدموية والجهاز اللمفاوي، وهو ما يمكن أن يسبب احمرار الجلد الناتج عن توسع الأوعية الدموية، أو الطفح الجلدي الذي يظهر على شكل بثور حمراء، أو تغير لون. الجلد نتيجة قلة تدفق الدم في الجسم.
يمكن أن تؤدي مجموعة من العوامل للإصابة بهذا المرض، منها:
يمكن أن يكون الأشخاص الذين يعانون من أنواع معينة من أمراض المناعة الذاتية أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، التي يمكن أن تسبب الانتان.
تنجم معظم حالات التهاب الدم عن عدوى بكتيرية ، كما يمكن أن تحدث أيضا بسبب عدوى فيروسية، مثل كوفيد-19 أو الأنفلونزا، أو نتيجة التهابات فطرية.
يمكن للأدوية التي تستخدم لعلاج بعض اضطرابات المناعة الذاتية، أن تضعف جهاز المناعة، مما يسهل الإصابة بالعدوى. وهذا يشمل العلاج بالكورتيكوستيرويدات (مثل بريدنيزون)، والعلاج الكيميائي، والعلاج المناعي.
خلصت دراسة إلى أن التعرض للعوامل البيئية (درجة الحرارة، والرطوبة النسبية، وثاني أكسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت، وأول أكسيد الكربون، والجسيمات… ) يزيد خطر دخول المستشفى بسبب الالتهاب الرئوي المرتبط بالإنتان.
خلصت إحدى الدراسات إلى أن المرضى الذين يعانون من سرطان الدم النخاعي المزمن يعرفون ارتفاعا في معدل الإصابة بالإنتان، وخاصة فيما يتعلق بمتلقي زرع الخلايا الجذعية، إضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من أنواع أخرى من السرطان.
هو عبارة عن التهاب في الدم عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 90 يوم، يمكن تشخيصه في مراحله الأولى أي بين 24-48 ساعة من الولادة، بينما تحدث الحالة المتقدمة منه بعد أسبوع إلى 3 شهور من الولادة.
التهاب الدم في مراحله الأولى يحصل عادة عندما يصاب الطفل بعدوى من أمه قبل أو خلال الولادة، وتعتبر حالات الولادة المبكرة أو انفجار ماء المخاض (تمزق الأغشية) لمدة تفوق 18 ساعة قبل الولادة، أو التهاب أنسجة المشيمة، والسائل الأمنيوسي، من الأسباب الرئيسة التي تساهم في رفع نسبة تعرض الطفل لالتهاب الدم.
يصاب الأطفال بالتهاب الدم المتقدم بعد الولادة، وعادة يكون ذلك نتيجة لوجود قسطرة في الأوعية الدموية لمدة طويلة، أو المكوث في المستشفى لمدة طويلة من الزمن.
يمكن أن يعاني الأطفال المصابون بالإنتان الوليدي من الأعراض التالية:
يستخدم الأطباء عددا من الأدوية للعلاج، بما في ذلك:
وفي بعض الحالات يكون غسيل الكلى ضروريا إذا تأثرت، بحيث تساعد الكليتان على تصفية الفضلات الضارة والملح والماء الزائد من الدم، ومع غسيل الكلى، تقوم الآلة بهذه الوظائف.
كما قد تتطلب بعض الحالات الأخرى، إجراء عملية جراحية لإزالة مصدر العدوى.
إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب، يمكن أن يؤدي بسرعة إلى تلف الأنسجة، وفشل الأعضاء والموت.
لا، التهاب الدم هو عبارة عن استجابة الجسم القصوى تجاه عدوى معينة، بينما يحدث سرطان الدم عندما تنمو خلايا دم غير طبيعية خارج نطاق السيطرة، وهي خلايا سرطانية تؤدي إلى تعطيل وظائف خلايا الدم الطبيعية، التي تقاوم العدوى والالتهابات وتنتج خلايا دم جديدة.
اقرأ أيضا: سرطان الدم: 10 أعراض لا يجب تجاهلها