يمكن أن يكون الحديث مع النفس أحد أعراض عدد من الأمراض العقلية. كما يمكن أن يكون علامة على اضطراب القلق، أو الاكتئاب، أو اضطراب ما بعد الصدمة، أو اضطراب الوسواس القهري أو متلازمة جوسكا. تعرف على المزيد في هذا المقال.
تدعى متلازمة جوسكا علمياً بـصراع العقل الغريب (The odd mind conflict) أو متلازمة الحوار مع النفس، قد تؤدي متلازمة جوسكا إلى انغلاق الفرد على نفسه، وعدم البوح بمشاكله وأحاديثه، حيث يخلق الشخص عالمه الافتراضيّ في عقله الباطن، وبالتالي يتأثر الأفراد المصابون بالمتلازمة بشكلٍ كبير في عملهم المهني، و علاقتهم بمن حولهم، حيثُ يقعون ضحية للأحاديث والأفكار السلبيَّة.
الحديث الذاتي هو جزء طبيعي من كونك إنسانًا. يتحدث الناس إلى أنفسهم لأسباب عديدة، بما في ذلك النقد الذاتي، وتعزيز الذات، وإدارة الذات، والتقييم الاجتماعي، وحل المشكلات، والتحفيز، حيث يبدأ الأطفال الذين يتمتعون بصحة جيدة في التحدث تلقائيًا إلى أنفسهم بصوت عالٍ منذ سن مبكرة جدًا.
ومع ذلك، في بعض الأحيان، يمكن أن يكون الحديث مع النفس المتكرر مدعاة للقلق. يمكن أن يكون أحد أعراض المرض العقلي إذا كان لا يمكن السيطرة عليه.
يقضي الأشخاص ذوو الخيال المفرط النشاط جزءا كبيرا من وقتهم في عالم تم إنشاؤه ذاتيا. يتمتع هؤلاء الأفراد بخيال غني وحيوي ، وتجارب حسية مكثفة، وقدرة قوية على إعطاء معنى لهذه الصور والمشاعر. قد يؤدي التخيل أيضا إلى تشتيت الانتباه عن الحياة الواقعية ويكون له عواقب على الصحة العقلية.
وذلك عن طريق تطور الحديث مع النفس إلى أشكال وصور عنيفة تصل لدرجة قيام الفرد بأذية نفسه أو الأفراد الاخرين، إضافة إلى النظرة السوداوية والتفكير السلبي تجاه جميع مواقف الحياة، وإهمال الفرد لجميع مسؤولياته، فانشغاله بالحديث مع نفسه والتخيلات يمكن أن يجعله غير قادر على أداء مهام العمل أو غيرها من المهام اليومية المطلوبة منه.
العزلة الاجتماعية هي نقص موضوعي في العلاقات الاجتماعية أو قلة التواصل الاجتماعي. الوحدة هي شعور شخصي بالعزلة. ومع ذلك، فإن العزلة والوحدة مرتبطان ارتباطًا وثيقًا. تسلط الدراسات حول أسباب الوحدة وأعراضها وتأثيراتها الضوء على الآثار السلبية المحتملة للعزلة الاجتماعية.
التفكير الزائد هو التفكير المفرط في موضوع أو موقف معين، وتحليله لفترات طويلة من الزمن. عند التفكير بشكل مفرط، تجد صعوبة في جعل عقلك يركز على أي شيء آخر، فيصبح بذلك مستهلكًا للشيء الوحيد الذي تفكر فيه.
في حين يعتقد بعض الناس أن الإفرط في التفكير قد يكون مفيدًا لأنه يتضمن النظر إلى قضية أو مشكلة من كل وجهة نظر ممكنة تقريبًا وتوقع الأحداث المستقبلية، فإن العكس هو الصحيح. تشير الأبحاث إلى أن الإفراط في التفكير يرتبط بمشاعر الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة.
الوحدة والانفراد وعدم وجود أصدقاء حقيقيين بجانبه يستمِعون لمشاكله ويهتمون لأمره، يدفع الشخص إلى أن يتخذ لنفسه صديقاً يشارك أفكاره وحواراته ومواقف مع نفسه و فى عقله فقط.
من بين الأسباب التي تجعل الإنسان أكثر عرضة للاصابة بمتلازمة جوسكا، الاهمال في مرحلة الطفولة من قبل الأسرة، والقسوة الزائدة في التعامل، والنعت بألفاظ غير مرغوبة، وقلة العلاقات الاجتماعية التي تجعل الإنسان يشعر بالوحدة، والسبب الأهم هو الخذلان.
تشكل الفئة المعرضة للإصابة بهذه المتلازمة، الأشخاص الذين يولّد لديهم الشعور بالضيق والاختناق بالإضافة إلى الضغوطات التي يمارسها الآباء من حرمان من ممارسة أبسط حقوقها إذا تصبح الفتاة المراهقة مؤهلة للإصابة ب متلازمة جوسكا.
كما أن مرضى انفصام الشخصية مستعدون بنسبة أكبر للإصابة، وقد تكون الأمراض الوراثيّة التي قد تسبب مشاكل عقلية وعضوية سبباً أساسياً أيضاً.
تشترك بعض هذه العلامات في أوجه تشابه مع السمات المرتبطة بحالات أخرى، بما في ذلك:
تجدر الإشارة أيضا إلى أن بعض هذه السلوكيات شائعة جدا خلال سنوات المراهقة. نتيجة لذلك ، قد لا يجد الآباء والمعلمون دائما أنه من السهل معرفة الفرق بين الأعراض الأكثر اعتدالا لاضطراب العناد الشارد ومواقف المراهقين الأكثر نموذجية.
قد ترتبط بعض الأمراض العقلية بمستويات أعلى من الاضطراب المعرفي، مما قد يدفع الأشخاص إلى التحدث مع أنفسهم لحل المشكلة. عند استخدام الحديث مع النفس بهذه الطريقة، يمكن أن يكون مريحًا وقد يساعدك على التأقلم. تشمل بعض الأمراض العقلية المرتبطة بالحديث مع النفس ما يلي:
يمكن لتدوين الأفكار بشكل يومي أن يساعد المريض على تنظيم أفكاره والسيطرة عليها. يمكن كذلك تدوين الوقائع الإيجابية والتي شعر فيها بالحب والمشاكل التي يواجهها مع ذكر التفاصيل والحلول التي تناسبه فهذا يؤدي إلى إبعاده عن التشتت.
في حال سوء الحالة النفسية للمريض يتوجب عليه التوجه إلى المعالج النفسي لمساعدته في التخلص من أفكاره السوداوية واستبدالها بأخرى إيجابية عن الحياة والنفس، مما يعزيز ثقته عن طريق تغيير تفاصيل حياته الشخصية والتعرف على أشخاص جدد.
اعتمادًا على حالة المريض يمكن العلاج بمضادات الاكتئاب، أو أدوية لتثبيت الحالة المزاجية ومنع الانتكاس أثناء الاكتئاب والهوس، كما تستخدم مضادات الذهان (الأدوية المستخدمة لعلاج الحالات الذهانية المختلفة مع اضطرابات الفكر والإدراك) والمهدئات (أدوية القلق)، والمنشطات النفسية.
بالإضافة إلى ذلك، يتيح العلاج النفسي الدوائي تثبيت الحالة النفسية اللازمة لتطبيق المزيد من الإجراءات العلاجية، ولا سيما الأشكال المختلفة للعلاج النفسي.
يساعد التأمل وتمارين الاسترخاء في زيادة قدرتك على تعزيز صحتك النفسية وتعلم كيفية التحكم في أفكارك ومعتقداتك المقيدة للذات – والبدء في عكسها.
زوال المتعة والفراغ الكبير الذي قد يصاب به مرضى متلازمة جوسكا يمكن التخلص منه عبر إملاء وقت الفراغ بممارسات صحية مثل: (لعب الرياضة، المشي، ممارسة هواية..).
إن بناء علاقات جيدة مع الآخرين يمكن أن يقلل بشكل كبير من التوتر والقلق في حياتك. إذ يرتبط تحسين الدعم الاجتماعي بتحسن الصحة العقلية بشكل عام، حيث أن وجود أصدقاء جيدين يمكن أن يكون بمثابة “مخزن مؤقت” لمشاعر القلق وتدني الحالة المزاجية لديك.
اختصار، الاضطرابات العقلية (النفسية) مثل الاضطراب ثنائي القطب والفصام واضطراب طيف التوحد لها قواعد وراثية قوية (الطفرات وتعدد الأشكال والتغيرات اللاجينية) التي يمكن توريثها مباشرة من أحد الوالدين المصابين، أو من جديد أثناء التطور.
في حين أن هناك العديد من الجينات الرئيسية مسببة لاضطرابات معينة، هناك جينات متعددة المظاهر المتورطة في كل هذه الاضطرابات المتجذرة في العجز في الجينات المفردة.
وبالتالي، تنشأ العديد من هذه الاضطرابات بسبب النمو العصبي غير الطبيعي الذي يمكن أن يسبب اضطرابًا منذ الولادة (ASD) أو يهيئ الأفراد بقوة لتطوير حالات نفسية في وقت لاحق من الحياة خاصة مع عوامل بيئية إضافية مثل الإجهاد ضغط النفسي والحرمان.
إن عدم أخذ المرض على محمل الجد و إهمال العلاج يؤدي إلى تفاقم أعراض المرض مما يمنع المريض من التعايش مع من حوله بشكلٍ طبيعي ليدخل في حالة اكتئاب شديد ثم الجنون.