يصيب شلل الأطفال الأطفال دون سن الخامسة والأطفال الأكبر سنا والبالغين أيضا. يمكن أن تظهر عليهم أعراض الإصابة كما قد لا تظهر عليهم أي أعراض. تعرف في هذا المقال على أسباب الإصابه به وأعراض الإصابة به والطرق المتاحة لعلاجه.
شلل الأطفال
شلل الأطفال (Polio) أو (Poliomyelitis) عبارة عن مرض فيروسي مُعد يصيب الجهاز العصبي، ويستهدف الخلايا العصبية في النخاع الشوكي وجذع الدماغ التي تتحكم في حركة العضلات، لكن من دون تأثر الخلايا العصبية التي تتحكم في الإحساس.
يصيب في الغالب الأطفال دون سن الخامسة، كما قد يصيب الأطفال الأكبر سنا والبالغين، وينتقل عادة من خلال الماء أو الطعام الملوث أو من خلال الاتصال المباشر مع شخص مصاب.
تنتج الإصابة به عن الإصابة بالفيروس، وينتشر في المناطق التي تعاني من سوء الصرف الصحي ومحدودية الوصول إلى المياه النظيفة ثم بين الأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاح.
ينتقل الفيروس من شخص مصاب إلى أشخاص آخرين من خلال الاتصال المباشر، سواء عن طريق السعال أو العطس أو تلويث الأسطح أو انتشار الفيروس في الهواء، كما يمكن أن ينتقل من خلال مشاركة الأواني أو الأطعمة أو المشروبات. وتتمثل الأسباب المسؤولة عن انتشاره في صفوف الأطفال والبالغين:
يمكن أن تحدث الإصابة بالفيروس نتيجة انتقاله من طرف الأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاح إلى الأشخاص الأصحاء، وتحديدا الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
يمكن أن يستقر الفيروس في المياه والصرف الصحي لفترة طويلة، خاصة في المناطق التي تعاني من قلة النظام وسوء الصرف الصحي، إذ يمكن للفيروس أن يتسرب من خلال إمدادات المياه كصنابير الشرب وأنظمة الري والسقي وهو ما يمكن أن يتسبب في انتشار الفيروس على نطاق واسع.
يمكن أن يعاني بعض الأطفال من الفيروس لكن من دون ظهور أعراض الإصابة، لكنهم يعتبرون من ناقلي العدوى حتى مع عدم معاناتهم من الأعراض.
اقرأ أيضا: الشلل الرعاش (مرض باركنسون) : الأعراض والأسباب وطرق العلاج
معظم المصابين بالفيروس لا تظهر عليهم أي أعراض، بينما قد يعاني الآخرون من أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا مثل الحمى والتهاب الحلق والصداع والتعب وآلام العضلات، كما قد يغزو الفيروس الجهاز العصبي مسببا الشلل وضعف العضلات.
ويمكن أن تختلف أعراض الإصابة باختلاف الأطفال وشدة إصابتهم بالفيروس، بحيث قد تتراوح الأعراض من خفيفة إلى شديدة، والتي تختلف باختلاف شكل الشلل الذي يعاني منه الطفل:
قد لا تظهر أي أعراض على معظم المصابين بالفيروس، لكن، على الرغم من عدم وجود أعراض فلا يزال بإمكان الأطفال أو البالغين المصابين نقل الفيروس للأشخاص الأصحاء.
ويُعرف هذا الشكل بشلل الأطفال غير المسبب للشلل أو المجهض، ويتميز بأعراضه الخفيفة التي تشبه أعراض الإنفلونزا، وتستمر هذه الأعراض لفترة قصيرة وتشمل:
يمكن أن يعاني المصاب بالفيروس من أعراض شبيهة بالتهاب السحايا والتي تشمل تصلب الرقبة والحساسية للضوء، ويمكن التعافي منها في غضون أسبوعين دون التعرض للشلل أو مضاعفات صحية طويلة المدى.
يعتبر شلل الأطفال المسبب للشلل من أشد الأشكال حدة ويحدث لدى نسبة صغيرة من المصابين، ويتضمن نوعين:
اقرأ أيضا: شلل العصب السابع: ضعف مؤقت أم شلل دائم في أحد جانبي الوجه؟
على مر السنوات، تم تطوير لقاحات للعلاج واستخدامها على نطاق واسع، وهو ما ساهم في انخفاض عدد الحالات بشكل كبير، وتشمل طرق التخفيف من أعراض الإصابة بالفيروس وعلاجه:
تم توفير نوعين من أشكال التطعيم للوقاية من الإصابة بالفيروس، من ذلك:
هو لقاح يؤخذ عن طريق الحقن ويحتوي على فيروس معطل، ويوفر حماية ضد جميع أنواع فيروسات المسببة للمرض.
وهو لقاح فموي يحتوي على فيروس حي ضعيف، يؤخذ عن طريق قطرات في الفم بحيث يساعد على تحفيز الجهاز المناعي ومنع انتقال الفيروس.
يمكن علاج أعراض الإصابة بالفيروس من خلال توصية الطبيب بالحصول على الأدوية مثل العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات للتخفيف من حدة أعراض الألم والحمى والصداع المرتبطين بالفيروس، مع الحصول على ما يكفي من الراحة للتخفيف من حدة الآلام الناتجة عن تقلصات العضلات أو تلف الأعصاب أو ضعف العضلات.
في الحالات الشديدة من الإصابة التي تؤثر على عضلات الجهاز التنفسي يمكن أن يلجأ الطبيب إلى دعم الجهاز التنفسي من خلال ممارسة تمارين التنفس العميق أو العلاج الطبيعي للصدر أو استخدام أجهزة التنفس الصناعي للمساعدة على التنفس.
يوصى بالعلاج الطبيعي للأطفال المصابين بالشلل أو ضعف العضلات، من خلال ممارسة تمارين للحفاظ على قوة وصلابة العضلات، وتحسين القدرة على الحركة ومنع تقلصات العضلات، كما يمكن أن يوصى الطبيب المعالج باستخدام الأجهزة المساعدة مثل الدعامات أو العكازات أو الكراسي المتحركة للمساعدة في التنقل.
تعتبر الوسيلة الفعالة للوقاية منه هي التعطيم بالحصول على إحدى اللقاحات المتوفرة للحماية من عدوى الفيروس من خلال تلقي الجرعات الكاملة، كما يمكن الوقاية منه من خلال تحسين الصرف الصحي والنظافة العامة، وذلك للحصول على المياه النظيفة الصالحة للشرب والسقي والمعقمة من أنواع الفيروسات المسببة للأمراض، كما ينبغي الحرص على النظافة وذلك لتقليل مخاطر التلوث وانتقال الفيروس بين الأشخاص.
تشمل أنواع شلل الأطفال:
يُعرف هذا النوع بالشلل الفاشل والذي يسبب الحمى، والصداع، وآلام العضلات، والتهاب الحلق، وألم المعدة، وفقدان الشهية، بالإضافة إلى الغثيان والتقيؤ.
يمكن أن يتسبب هذا النوع في المعاناة من أعراض التهاب السحايا وهو تورم في المنطقة المحيطة بالدماغ.
ويحدث عندما يهاجم فيروس شلل الدماغ والحبل الشوكي، ويؤدي إلى شلل العضلات المسؤولة عن التنفس و التحدث والبلع والحركة.
يمثل هذا النوع الأعراض التي يعاني منها الشخص من جديد بعد سنوات من إصابته بالفيروس.
حاليا، لا يوجد علاج لشلل الأطفال، إذ بمجرد التعرض للإصابة وتطور الأعراض يلجأ الأطباء الأطباء لعلاجات مختلفة للتخفيف من حدة الأعراض والمضاعفات الصحية الناجمة عن الإصابة بالفيروس. وفي ظل عدم وجود علاج فعال له، يظل اللقاح هو الوسيلة الفعالة للوقاية والحد من الإصابة به.