يعتبر تعاطي المخدرات من الظواهر الاجتماعية الأكثر انتشارا في العالم، حيث يشكل تأثيرها السلبي على الصحة البدنية والنفسية تحديًا كبيرًا. من بين هذه المخدرات، يأتي تعاطي الشبو أو البوفا كواحدة من الظواهر الآنية المقلقة التي تؤثر على فئات مختلفة من المجتمع. تعرف في هذا المقال على كيفية تأثير مخدر الشبو على الصحة وكيفية الحد من إدمانه.
الشبو هو نوع من المخدرات المحلية الصنع تمتاز بتأثيرات محفزة ومنشطة، يُعرف أيضًا باسم “البوف”، “كوكايين الفقراء” أو “كريستال ميث”. يتم تحضيره عادة من مواد كيميائية متوفرة بسهولة وغالباً ما يكون له تأثيرات ضارة على الصحة. تشمل تأثيراته الجانبية اضطرابات نفسية وجسدية ومشكلات صحية جسيمة.
من المهم التوعية بأن استخدام المخدرات غير القانونية والمخاطر الصحية المصاحبة لها قد تكون خطيرة للغاية وتؤثر بشكل سلبي على الحياة الشخصية والصحة.
تتضمن تركيبة مخدر الشبو مركبًا رئيسيًا يُعرف باسم الميثامفيتامين، وهو مركب كيميائي محفز يؤثر على الجهاز العصبي المركزي. يعتبر الميثامفيتامين جزءًا من مجموعة المنشطات التي تؤثر على نشاط الدماغ والجسم بشكل شديد.
التركيبة الكيميائية للميثامفيتامين هي (C10H15N)، وهي تشبه بنية النورإبينفرين، وهو مركب يتواجد طبيعيًا في الجسم ويعمل كناقل عصبي. ومع ذلك، فإن الميثامفيتامين المستخدم في المخدرات هو نسخة معدلة كيميائيًا لهذا المركب تؤدي إلى تأثيرات محفزة قوية ومتفاوتة.
يعمل مخدر الشبو (البوفا) على تحفيز جهاز العصب المركزي، التأثير على نقل النورإبينفرين والدوبامين والسيروتونين، وهذه هي الناقلات العصبية المسؤولة عن التواصل بين الخلايا العصبية في الدماغ. عموماً، يمكن تفسير آلية عمل مخدر الشبو كالتالي:
مخدر الشبو يزيد من إفراز النورإبينفرين والدوبامين والسيروتونين من الخلايا العصبية في الدماغ. هذا يؤدي إلى زيادة النشاط العصبي والتحفيز.
الميثامفيتامين يمنع عملية إعادة امتصاص النورإبينفرين والدوبامين والسيروتونين إلى الخلايا العصبية بعد أن تم إفرازها. هذا يزيد من تراكم هذه المواد الكيميائية في الفجوة العصبية بين الخلايا، مما يؤدي إلى زيادة التحفيز والنشاط.
مخدر الشبو يزيد من إفراز الكاتيكولامينات مثل الأدرينالين (نورإبينفرين) والدوبامين. هذه الكاتيكولامينات تعمل كمواد منشطة تؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب والضغط الدموي واليقظة.
قد يؤدي تعاطي مخدر البوفا بشكل مستمر إلى تدهور حالة الصحة العامة، بما في ذلك تأثيره على النظام المناعي وزيادة فرص الإصابة بالأمراض المعدية.
يسبب مخدر الشبو تفاعلات كيميائية في الدماغ تؤدي إلى شعور بالنشوة والتي قد تتسبب في الإدمان. هذا يعني أنه قد يؤدي إلى تعاطٍ مستمر للمخدر بحثًا عن نفس الشعور.
يشكل مخدر الشبو خطورة كبيرة على الصحة الجسدية والعقلية، حيث يعتبر هذ لأخير من المخدرات القوية، مما يجعل احتمالية الإدمان عليه عالية جدًا. يؤدي التعاطي المتكرر للشبو إلى تطوير التحمل، حيث يحتاج المستخدم إلى كميات أكبر لتحقيق نفس التأثير، مما يزيد من فرصة الإصابة بالإدمان.
عند تعاطي الشبو (البوفا) تحدث تأثيرات نفسية وجسدية فورية نتيجة التأثير على وظائف الدماغ والجهاز العصبي المركزي.بما في ذلك:
يمكن أن يحدث الإدمان على الشبو منذ الاستخدام الأول، ولكن هذا يعتمد على عدة عوامل منها التركيب الجيني للفرد، وكمية وتركيز المادة المستخدمة، وظروف الاستخدام، والتوقعات النفسية للشخص.
الشبو يحتوي على مادة تدعى “نيكوتين” التي تساهم في إفراز الدوبامين في الدماغ، وهو هرمون يسبب الشعور بالسعادة والراحة. هذا الإفراز السريع للدوبامين يمكن أن يجعل الشخص يشعر بتحسن نفسي وجسدي مؤقت. ونظرًا لأن الإدمان عبارة عن استجابة متكررة لتلك المشاعر الإيجابية، يمكن أن يؤدي تجربة التعاطي الأولى إلى رغبة مكثفة في تكرارها.
يهدف العلاج السلوكي على مساعدة الأفراد في التغلب على التعاطي والتخلص من الإدمان. من بين العلاجات السلوكية المستخدمة:
هذا النوع من العلاج يعمل على تغيير الأفكار والسلوكيات السلبية المرتبطة بالتعاطي. يساعد الأفراد على التعرف على أسباب تعاطيهم وتفكيرهم المعوق ويساعدهم على تطوير استراتيجيات للتعامل مع المواقف المحفزة للتعاطي.
يركز هذا العلاج على تغيير السلوكيات الضارة والتعلق بنمط حياة صحي. يعمل الأفراد على تعلم مهارات التحكم في الرغبة وتحفيز نمط حياة أكثر نشاطًا وصحة.
مجموعات العلاج الجماعي توفر دعمًا اجتماعيًا وفرصة للأشخاص للتواصل مع آخرين يواجهون نفس التحديات. يمكن لهذا النوع من العلاج أن يعزز الدعم المتبادل ويوفر فرصة لتبادل الخبرات والاستشارات.
تشمل التدخلات الطبية لعلاج تعاطي الشبو (البوفا) مجموعة من الإجراءات التي يتم تنفيذها تحت إشراف الفريق الطبي المتخصص. بما في ذلك:
يمكن أن تستخدم بعض الأدوية للتخفيف من أعراض الانسحاب والقلق المصاحبة للإقلاع عن تعاطي الشبو، يتم تحديد هذه الأدوية بناءً على الحالة الصحية العامة للشخص واحتياجاته.
يمكن استخدام الأدوية الاستبدالية التي تشبه تأثيرات الشبو بصورة آمنة لمساعدة الأفراد على التخفيف من التعاطي والإدمان. هذا العلاج يقلل من الرغبة والانسحابات المصاحبة للتوقف عن تعاطي الشبو.
يمكن لجلسات العلاج النفسي مع مستشارين أو أخصائيين نفسيين مساعدة الأفراد في التعامل مع العواطف والأفكار المرتبطة بالتعاطي. يساعد هذا النوع من العلاج في تطوير استراتيجيات للتحكم في الرغبة وتغيير السلوكيات الضارة.
تعد برامج الإنعاش جزءًا هامًا من التدخلات الطبية لعلاج الإدمان، تهدف هذه البرامج إلى تقديم الدعم الشامل للأفراد الذين يعانون من الإدمان، سواء كان ذلك للمخدرات أو الكحول أو غيرها من السلوكيات الضارة.
تتضمن هذه البرامج فرقًا طبية متخصصة من مختلف التخصصات مثل الطب النفسي، والعلاج السلوكي المعرفي، والعلاج الدوائي، والإرشاد الأسري. هذا يسمح بتقديم رعاية متكاملة للأفراد.
يمكن للأشخاص الذين يعانون من إدمان شديد الانتقال إلى مراكز علاجية مخصصة لفترات طويلة أو قصيرة.، حيث تم تقديم العلاج والمتابعة الطبية بشكل دائم، حيث يُراقب تطور حالة المريض ويُعدل الخطة العلاجية حسب الحاجة.
يجب أن يتم اختيار البرنامج المناسب وفقًا لاحتياجات الفرد ونوع الإدمان الذي يعاني منه. تلعب برامج الإنعاش دورًا مهمًا في تحقيق التعافي والعيش بحياة صحية ومستقرة.
تهدف الحملات التثقيفية إلى توعية الناس بمخاطر تعاطي المخدرات وتقديم المعلومات الصحيحة حولها. من بين هذه الإجراءات:
تركز هذه الاستراتيجيات على تقديم الدعم والمساعدة للأفراد الذين يستخدمون المخدرات، حيث تهدف هذه الأخيرة بالأساس الى تقديم معلومات صحيحة ودقيقة حول المخدرات ومخاطرها وكيفية تقليل الأضرار المحتملة. ذلك يمكن أفراد المجتمع من اتخاذ قرارات أكثر وعياً ومسؤولية.
إضافة إلى تقديم برامج علاجية وإعادة تأهيل للأفراد الذين يعانون من إدمان المخدرات للمساعدة في تخطي التعاطي، وتقديم التوجيه والدعم النفسي للأفراد الذين يرغبون في التوقف عن تعاطي المخدرات وتقديم مساعدة في التعامل مع التحديات النفسية.
يمكن أن يؤثر الشبو (البوفا) على القلب والجهاز القلبي الوعائي بشكل سلبي، حيث يعتبر هذا المخدر من المخدرات القوية والمؤثرة على الجهاز العصبي المركزي، ولهذا قد تظهر آثاره على القلب ووظائفه.
قد يزيد هذا الأخير من ضغط الدم نتيجة لتأثيراته المحفزة على الجهاز العصبي المركزي، وهذا يمكن أن يزيد من خطر مشاكل صحية مرتبطة بارتفاع ضغط الدم.
بشكل عام، يؤدي استخدام المخدرات والمواد المؤثرة على الجهاز العصبي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
يؤثر مخدر البوفا على الدماغ والجهاز العصبي المركزي، وذلك لاحتوائه على مركب كيميائي يعرف بالميثامفيتامين، وهو يعمل على تحفيز نشر النوبات الكيميائية في الدماغ.
بالإضافة الى نشاط الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى ارتفاع في اليقظة والتنشيط. هذا يمكن أن يؤثر على وظائف الدماغ ويؤدي إلى تحفيز شديد وتجنب الشعور بالتعب.
يمكن أن يؤثر البوفا على وظائف الذاكرة والانتباه بشكل سلبي، وهذا يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في التركيز والتفكير الواعي.
اقرأ أيضاً: علاج الإدمان: المناهج والاستراتيجيات