العصفر، نبتة شاع استخدامها في الطب التقليدي، منذ زمن بعيد، تعرف عليها في هذا المقال، وعلى وقيمتها الغذائية، وفوائدها الصحية، والآثار الجانبية التي قد تخلفها.
العصفر أو القرطم هو نبات سنوي متفرع للغاية، عشبي، يشبه الشوك مع العديد من الأشواك الطويلة الحادة على الأوراق، ينتمي لعائلة (Asteraceae)، طول نباتاته بين 30 و 150 سم، مع رؤوس زهور كروية، وأزهار صفراء، أو برتقالية، أو حمراء لامعة.
يمكن أن يساعد في علاج عدة أمراض، كأمراض القلب والأوعية الدموية، والتخثر،
وضغط الدم، كما أنه يعتبر عاملا مضادا للأكسدة والالتهابات.
يحتوي العصفر على نسبة مرتفعة من السعرات الحرارية، بحيث يتوفر كل 100 جرام على 517 سعرة حرارية، ولتناول الكثير من السعرات الحرارية آثار سلبية على جهود إنقاص الوزن.
حسب وزارة الزراعة الأمريكية (USDA)، يحتوي 100 جرام من العصفر على مجموعة من العناصر الغذائية المهمة:
يحتوي كل 100 جرام من العصفر على 3.68 جرام من الأحماض الدهنية غير المشبعة.
يوفر العصفر نسبة مهمة من البروتين، تمثل 16.2 جرام في كل 100 جرام.
يتوفر 100 جرام من العصفر على 34.3 جرام من الكربوهيدرات.
يعتبر العصفر مصدرا لبعض الفيتامينات والمعادن، إذ يحتوي كل 100 جرام منه، على 1.17 ملغ من الفيتامين B-6، و 3 مكغ من الفيتامين A، كما يتوفر على 78 ملغ من الكلسيوم، و 4.9 ملغ من الحديد، و 353 ملغ من المغنزيوم.
للعصفر مجموعة من الفوائد الصحية تتمثل في:
قد يهمك: فوائد البابونج: من تخفيف الإجهاد إلى صحة الجهاز الهضمي
يعمل العصفر على محاربة أمراض القلب والأوعية الدموية والدماغية، حيث أشارت دراسة إلى أثره الكبير في التخفيف من أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك الوقاية من تصلب الشرايين، والتخثر، وحماية عضلة القلب.
يساعد زيت العصفر على خفض مستويات الكولسترول دون التأثير سلبا على الكولسترول الجيد، لذا قد يعد استبدال الزيوت الأخرى في الطبخ بزيت العصفر جيدا لخفض مستويات الكوليسترول.
لكن لابد من استشارة الطبيب قبل ذلك، تحسبا لإمكانية تفاعله مع الأدوية التي يتناولها المريض.
قد يكون لزيت القرطم خصائص مضادة للالتهابات، وفقا لدراسة في التغذية السريرية، فإن الأحماض الدهنية غير المشبعة في زيت العصفر تحسن علامات الالتهاب. وهذا قد يساعد في العديد من الحالات.
أظهرت نتائج دراسة أن شاي العصفر له نشاط قوي مضاد للأكسدة، إذ يساعد في تقليل الإصابة بالأمراض التنكسية في سن الشيخوخة، ولديه القدرة على الحفاظ على صحة العظام، لدى النساء بعد انقطاع الطمث، وأشارت دراسة أخرى إلى أن تأثيراته المضادة للميكروبات، وكذلك مضادات الأكسدة، التي قد تمنع أو تؤخر تطور بعض الأمراض، كالبهاق، والبقع السوداء، والصدفية، وتقرحات الفم، وغيرها من الأمراض.
لنبتة العصفر فوائد عديدة، وتعد آمنة بشكل عام، لكن استخدامها بالنسبة للمرأة الحامل يحمل بعض المخاطر، قد تصل إلى الإجهاض، لذا ينصح باستشارة الطبيب قبل استعماله فترة الحمل.
لا توجد الكثير من الدراسات والأبحاث لتحديد فوائد العصفر للجنس، لكن أشارت مراجعة إلى أن استهلاك العصفر قد تكون له عواقب غير مرغوب فيها على خصوبة الذكور، وهو ما تدعمه تجربة على الحيوانات، حيث تم استخدام المستخلص المائي للعصفر لدراسة آثاره السامة على خصية الفأر بعد حقنه بجرعة 40 ملغ لمدة 25 يوما متتالية، كما يمكن أن تكون له آثار ضارة على بنية المبيض والهرمونات التناسلية الأنثوية.
يعتبر زيت العصفر عنصرا شائعا في مستحضرات التجميل، ومنتجات العناية بالبشرة. قد يساعد تطبيقه على البشرة الجافة أو الملتهبة على تهدئتها ومنحها مظهرا ناعما، كما أنه قد يحمي البشرة من تأثيرات أشعة الشمس والجذور الحرة، نظرا لاحتوائه على الفيتامين E.
علاوة على ذلك، تشير الدراسات، إلى أن زيت العصفر قد يكون مفيدا في علاج جروح الجلد، بسبب خصائصه المضادة للبكتيريا والفطريات.
اقرأ أيضا: فوائد الميرمية: عشبة الشفاء الطبيعية
خلصت دراسة أجريت على فئران إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالعصفر يمكن أن يقي من السمنة الناجمة عن النظام الغذائي، فإضافة كمية صغيرة من هذا الزيت إلى الطعام قد يحسن نكهته، ويزيد من الشعور بالشبع، ويوازن نسبة السكر في الدم، وكل ذلك يمكن أن يكون له تأثير مفيد على إدارة الوزن.
للعصفر فوائد عديدة للرجال، فهو يتوفر على خصائص مسكنة وخافضة للحرارة، ويعتبر مفيدا للمرضى الذين يعانون من التسمم، كما يعمل على علاج السعال الديكي والتهاب الشعب الهوائية المزمن والروماتيزم وعرق النسا، ويستخدم لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية، كما أنه يعتبر مضادا للتخثر، وموسعا للأوعية الدموية، وخافضا لضغط الدم، ومضادا للأكسدة، وواقيا للأعصاب، ومثبطا للمناعة، وعاملا مضادا للسرطان، كما يمكنه أن يحسن السائل المنوي على الرغم من الدراسات والأبحاث التي تشير إلى آثاره الضارة على الأعضاء التناسلية.
أظهرت دراسة فعاليته في تثبيط الورم الحليمي الحنجري، وتخفيف عدوى فيروس الورم الحليمي البشري عند الأطفال، وذلك لاحتوائه على حمض اللينوليك، كما يمكن استخدام زيت العصفر للتدليك للأطفال، نظرا لخصائصه المرطبة للبشرة، كما يمكن أن يعمل على علاج الخوف والقلق لدى الأطفال.
لكن يستحسن استعماله بحذر للأطفال، وذلك بعد استشارة الطبيب.
نظرا لخصائصه المضادة للقلق والاكتئاب والتوتر، يمكن لشرب القرطم قبل النوم، أن يعزز الشعور بالاسترخاء، وبالتالي المساعدة على النوم بشكل جيد.
تتعدد استخدامات العصفر، إذ يمكن استخدامه كزيت للطهي أو شربه كشاي، كما يستخدم في تصنيع مستحضرات التجميل وصبغ الأقمشة، وتستخدم بذوره كمذيب للطلاء…
أثناء الحمل، قد يكون استخدام العصفر غير آمنا، وتأثيراته قد تؤدي للإجهاض، كما ينصح بتجنبه فترة الرضاعة، إضافة إلى إمكانية التسبب في بعض المشاكل بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الأمراض النزفية، وقرحة المعدة، أو الأمعاء، وتخثر الدم، والسكري، أو لدى الأشخاص الذي يعانون من حساسية تجاه عائلة (Asteraceae)، كما ينصح بالتوقف عن استخدامه قبل الجراحة بأسبوعين على الأقل.
لشرب شاي العصفر نتائج جيدة على الصحة، لنشاطه القوي المضاد للأكسدة، والذي يساعد في الوقاية من بعض الأمراض التي تصاحب الشيخوخة، كما يحافظ على صحة العظام لدى النساء في سن اليأس.
بالرغم من قلة الأبحاث والدراسات التي تهم فوائد العصفر للصحة النفسية والعقلية، يمكن أن يكون مفيدا للأشخاص الذين يعانون من القلق، أو التوتر، أو الاكتئاب، وبعض الحالات العقلية والنفسية الأخرى، لتوفره على خصائص تثير الشعور بالاسترخاء، وتهدي الأعصاب.