التهاب الملتحمة هو التشخيص الأكثر شيوعا لمن يعاني من احمرار إحدى أو كلتا العينين! ما هو هذا الالتهاب؟ ما هي أسبابه ومضاعفاته؟ وكيف يتم علاجه؟
الملتحمة هي نسيج رقيق شفاف يقع فوق الجزء الأبيض من العين كما يبطن الجفن من الداخل. يحدث التهاب الملتحمة أو ما يعرف بـ العين الوردية Pinkeye في هذا الجزء من العين.
تحدث العين الوردية عندما تلتهب الأوعية الدموية الصغيرة في الملتحمة، مما يؤدي إلى تحول بياض العينين إلى اللون الأحمر أو الوردي.
تلتهب الأوعية الدموية الصغيرة في الملتحمة إما بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية، أو بسبب رد فعل تحسسي، أو عدم الانفتاح التام للقناة الدمعية (حالة تحدث عند الأطفال).
نادرًا ما تؤثر العين الوردية على البصر، إلا أنها معدية ويجب تشخيصها وعلاجها في وقت مبكر للحد من انتشارها.
حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تشمل أعراض العين الوردية احمرار بياض العين، تورم الملتحمة، زيادة إفراز الدموع، الحكة وتهيج، حرقان، إفراز صديد أو مخاط، تقشر الجفون خاصة في الصباح، الشعور كأن جسم غريب يتواجد داخل العين، الرغبة في فرك العين، وفي حال كنت ترتدي العدسات اللاصقة فسوف تشعر بعدم الراحة وقد لا تبقى العدسات في مكانها.
تعتبر مسببات الحساسية والفيروسات والبكتيريا أكثر أسباب التهاب الملتحمة شيوعا، بالإضافة إلى المواد الكيميائية، العدسات اللاصقة، دخول أجسام غريبة في العين مثل الرموش، الدخان أو الغبار أو الأبخرة، الفطريات، والطفيليات.
تسبب التهاب الملتحمة الفيروسي والبكتيري مجموعة من الفيروسات، مثل الفيروسات الغدية شديدة العدوى. وقد تؤدي هذه العدوى إلى تفشي المرض على نطاق واسع.
أما بالنسبة للعدوى الجرثومية، فقد تنجم عن المكورات العنقودية الذهبية، العقدية الرئوية، عدوى المستدمية النزلية، والكلاميديا بشكل أقل شيوعا.
يحدث التهاب الملتحمة التحسسي بين الأشخاص المصابين بالحساسية، مثل الربو، حمى القش، والأكزيما. كما ترتفع خطورة الإصابة به عند التعرض لعث الغبار ووبر الحيوانات، وكذلك موسميا عند ارتفاع مسببات الحساسية مثل تعداد حبوب اللقاح.
يحدث هذا النوع الغير معدي بسبب جسم غريب يلمس العين مثل العدسات اللاصقة، أو دخان أو غبار أو أبخرة أو المواد الكيميائية.
لا تؤدي أغلب أنواع العين الوردية إلى أي مضاعفات، فهي عادة ما تشفى من تلقاء نفسها أو عند العلاج بالأدوية الموصوفة، دون أن تترك أي مشاكل دائمة في العين.
تصبح بعض أشكال العين الوردية مهددة للبصر لأنها تترك ندبات في القرنية، وهي الالتهاب الناجم عن الكلاميديا أو السيلان أو سلالة من الفيروس الغدي.
هناك العديد من حالات العيون المشابهة في أعراضها للعين الوردية، مثل التهاب الجفن، التهاب القزحية، وهي حالات غير معدية.
من أجل استبعاد هذه الحالات المشابهة يقوم الطبيب المتخصص بطرح بعض الأسئلة حول الأعراض، ثم إجراء فحص.
قد يلجأ الطبيب إلى أخذ بعض السوائل من جفنك لفحصها في المختبر، وذلك بواسطة المسحة القطنية. يساعد هذا الاختبار على إيجاد البكتيريا أو الفيروسات التي قد تكون السبب في العين الوردية.
يعتمد علاج التهاب الملتحمة على السبب، إذا كان فيروسيا (نفس الفيروسات التي تسبب نزلات البرد) فلن تكون هناك أي علاجات، لأن أعراضها خفيفة وتزول من تلقاء نفسها في غضون 7 إلى 10 أيام.
في حال كان السبب هو فيروس الهربس، قد تحتاج إلى وصفة طبية تحتوي على قطرات أو مرهم أو حبوب مضادة للفيروسات.
أما إذا تسببت البكتيريا (بما في ذلك المتعلقة بالأمراض الجنسية) في الإصابة بالعين الوردية، سوف يصف لك الطبيب مضادات حيوية في شكل قطرات توضع في الجفن من ثلاث إلى أربع مرات يوميا لمدة 5 إلى 7 أيام.
إذا كان الالتهاب مستعصيا ناجما عن الكلاميديا أو السيلان، فستحتاج إلى مضاد حيوي عن طريق الفم.
اشطف عينك فقط بالماء لمدة 5 دقائق، وسوف تتحسن في غضون 4 ساعات إذا كان العامل الممرض مادة مهيجة، إذا لم تتحسن اتصل بالطبيب.
في حالات العين الوردية الناتجة عن الحساسية، يتحسن الالتهاب بمجرد علاج الحساسية وتجنب مسبباتها.
تعتبر النظافة الجيدة أفضل طرق الوقاية من التهاب الملتحمة، بما في ذلك تجنب لمس العينين بيدين غير نظيفتين، لذلك احرص على:
قم بزيارة الطبيب إذا كانت لديك أعراض التهاب العين نتيجة عدوى، ومن بينها الألم الشديد، تغيرات في الرؤية، حساسية العين للضوء، احمرار إحدى العينين أو كلتاهما، وجود إصابة أو شيء عالق في العين، صداع وغثيان.