سماع نبض الجنين مصدر سعادة واطمئنان للوالدين، وعلامة مهمة لتحديد الحالة الصحية للجنين. تعرف في هذا المقال على معدل ضربات القلب الطبيعي لدى الجنين وكيفية مراقبته، وعلى العوامل التي تؤثر في توقيت ظهوره، والاضطرابات التي قد يعرفها.
تشير الدراسات إلى كون معدل ضربات القلب في الأجنة السليمة يزيد من 110 نبضة في الدقيقة، في الأسبوع الخامس من الحمل، إلى 170 نبضة في الدقيقة في الأسبوع التاسع من الحمل، ثم يبدأ في الانخفاض التدريجي ليصل إلى مستوى متوسط يبلغ 150 نبضة في الدقيقة، في الأسبوع الثالث عشر من الحمل.
يتزامن الارتفاع الأولي لمعدل ضربات القلب مع التطور المورفولوجي للقلب، ويمكن أن ينتج الانخفاض الذي يليه عن النضج الوظيفي للجهاز العصبي السمبتاوي.
حسب دراسة يحدث تطور القلب والأوعية الدموية لدى الجنين بين الأسبوع 3 و 6 بعد الإباضة. ويعد نبض القلب العلامة الأولى لنشاط القلب، الذي يمكن رصده باستخدام تقنيات غير جراحية مثل الموجات فوق الصوتية، أو جهاز دوبلر.
عندما يكون عمر الحمل محددا بدقة، فإن قلب الجنين يبدأ بالنبض في الفترة ما بين 35 و 37 يوما من الحمل، أي عند الأسبوع السادس من الحمل.
يتم الكشف عادة عن نبض الجنين لأول مرة من خلال الموجات فوق الصوتية التي تجريها المرأة الحامل في الثلث الأول من الحمل.
اقرأ أيضا: هكذا يتطور جنينك داخل بطنك من أول يوم إلى الشهر التاسع!
تؤثر مجموعة من العوامل في توقيت ظهور نبض الجنين، يمكن التعرف على البعض منها بالشكل التالي:
تشير إحدى الدراسات إلى أن سن المرأة أثناء الحمل يؤثر بشكل كبير على الحمل والولادة وصحة الجنين، حيث وجدت أن النساء في الفئة العمرية ما بين 11-18 والنساء اللواتي يزيد عمرهن عن 35 عاما يعرف حملهن بعض المضاعفات الخطيرة على صحة الأم والجنين مقارنة بالفئة العمرية ما بين 25-29 عاما، كالولادة المبكرة، والتهاب المشيماء والسلى، والتهاب بطانة الرحم، وتسمم الحمل الخفيف والشديد، ونزيف ما بعد الولادة، إضافة إلى ارتفاع ضغط الدم، والضائقة الجنينة (علامات تشير إلى أن الجنين ليس بخير)، وضعف نمو الجنين.
لكن لا يوجد ما يكفي من الدراسات والأبحاث لتحديد ما إذا كان سن الحمل يؤثر على توقيت ظهور نبض الجنين.
خلصت إحدى الدراسات، إلى وجود اقتران بين أنظمة قلب الجنين والأم، وأشارت دراسة أخرى إلى تأثير حالة الأم على معدل ضربات قلب الجنين، على سبيل المثال تبين أن انخفاض الضغط الجزئي للأكسحين PO2 لى الأم يؤدي إلى نقص الأكسجة في الدم وزيادة ضغط الدم وانخفاض معدل ضربات القلب لدى الجنين.
تؤثر تكنولوجيا الموجات فوق الصوتية والدوبلر في توقيت ظهور نبضات قلب الجنين، إذ تساعد الموجات فوق الصوتية عبر المهبل في الكشف عن نبضات الجنين قبل 8 أسابيع من الحمل كما أنها أكثر دقة من الموجات فوق الصوتية التي تجرى على البطن، بينما قد يتأخر سماع نبض الجنين باستخدام جهاز الدوبلر أكثر من ذلك.
تتم مراقبة نبض الجنين طيلة فترة الحمل، وذلك من خلال:
تساهم الفحوصات الطبية السابقة للولادة في مراقبة نبض الجنين، وتشمل كل مرحلة من مراحل الحمل فحوصات معينة.
أي الأسابيع 14 الأولى للحمل، يتضمن الفحص الطبي في هذه المرحلة تقييما عاما لصحة الأم الحامل، وتحديد المشاكل الطبية والنفسية لتتم معالجتها، كما يعتبر عمر الحمل وتاريخ الولادة المتوقع من أهم العناصر التي يتم تحديدها خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل، وفي الغالب يتم احتسابه إما من خلال آخر دورة شهرية اذا عرفتها الأم، أو من خلال إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية.
كما يمكن أن يقوم أخصائي الموجات فوق الصوتية من تقييم حالة الجنين عن طريق قياس نشاط القلب ومعرفة عدد الأجنة والأكياس السلوية والمشيمة.
من 15 إلى 20 أسبوعا، يتم في هذه المرحلة إجراء الفحوصات مخبرية والموجات فوق الصوتية لتشخيص الاضطرابات الوراثية والتشوهات الهيكلية للجنين.
وتشمل تقييمات الموجات فوق الصوتية؛ نشاط قلب الجنين، وتقدير حجم السائل الأمنيوسي، ومعرفة موقع المشيمة ومظهرها وعلاقتها بنظام عنق الرحم الداخلي، وكذا تصوير الحبل السري وعدد الأوعية الموجودة الحبل، وتحديد عمر الحمل وتقدير وزن الجنين وجنسها، إضافة إلى فحص الأم من (الرحم، الهياكل الملحقة، عنق الرحم).
وفي أواخر الثلث الثاني (26-28 من الحمل)، تقوم أغلب المستشفيات بإجراء اختبار لفحص سكري الحمل.
من 34-37 أسبوعا، يتم التركيز بشكل عام على صحة الأم لتقليل معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات في صفوف الأطفال، وعادة ما يتم إجراء فحص مهبلي، حتى تتمكن الأمهات المصابات بالبكتيريا من تلقي العلاج قبل الولادة، كما يطلب بعض الأطباء إجراء تقييمات متكررة للهيموجلوبين / الهيماتوكريت، وأمصال مرض الزهري، وفحص فيروس نقص المناعة البشرية أيضا.
تستخدم أجهزة دوبلر الجنينية بشكل كبير لمراقبة معدل ضربات قلب الجنين، ابتداء من الأسبوع 10-12 من الحمل، وهي عبارة عن أجهزة محمولة تستخدم من قبل المتخصصين في المجال الطبي، لكن في السنوات القليلة الماضية أصبحت هذه الأجهزة متاحة للاستعمال المنزلي.
عادة ما يتم إجراء ثلاث فحوصات بالموجات فوق الصوتية للنساء الحوامل، يكون الغرض منها تحديد ما إذا كان الحمل ونمو الطفل يتقدمان بشكل طبيعي، بما في ذلك صحة القلب، وقد تساعد الموجات فوق صوتية في بعض الأحيان في الكشف عن حالات شاذة تستدعي المزيد من الفحوصات.
أشارت مراجعة إلى أن عدم انتظام ضربات القلب لدى الجنين، حالة يتم تسجيلها عند ما لا يقل عن 2٪ من حالات الحمل غير المختارة أثناء الموجات فوق الصوتية، وأن غالبية حالات عدم انتظام ضربات القلب الجنينية حميدة، غير أن البعض منها كعدم انتظام دقات القلب فوق البطيني أو البطيني، والرجفان الأذيني، والإحصار الأذيني البطيني، قد يؤدي إلى انخفاض النتاج القلبي، واستسقاء الجنين، ووفاته لا قدر الله.
جاء في دراسة أن معظم حالات عدم انتظام ضربات القلب تكون عبارة عن تقلصات أذينية مبكرة خارج الرحم (PACs) يتم اكتشافها عن طريق الاستماع للجنين من الأسبوع 18 حتى نهاية الحمل، ويكون ما يقرب من 10٪ من حالات الحمل المعقدة بسبب عدم انتظام ضربات القلب لدى الجنين مهددة للحياة.
يشير معدل ضربات القلب الذي يزيد عن 180 نبضة في الدقيقة في الغالب إلى عدم انتظام دقات القلب فوق البطيني، والرفرفة الأذينية، في حين أن معدل ضربات القلب الذي يكون أقل من 100 نبضة في الدقيقة يشير في الحالات الأكثر شيوعا إلى بطء القلب الجيبي، أو الإحصار الأذيني البطيني من الدرجة الثانية أو الكامل.
تلتمس العناية الطبية لدى الأجنة التي تعاني من عدم انتظام ضربات القلب أو التي يكون معدل ضربات قلبها غير مناسب، خاصة إذا كان تاريخ العائلة عرف سكتات قلبية مفاجئة مبكرة، أو إذا فات الحمل موعد الولادة، كما أن التشخيص الدقيق لعدم انتظام دقات القلب لدى الجنين يعد أمرا ضروريا لتحديد العلاج المناسب، والذي يمكن إعطاؤه قبل الولادة إما عن طريق الأم أو للجنين مباشرة.
يكون من الصعب في كثير من الأحيان سماع نبضات قلب الجنين، عن طريق الموجات فوق الصوتية، قبل الوصول إلى الأسبوع السابع من الحمل، فمن المحتمل أن لا يكون الحمل في الأسبوع السادس أساسا (يمكن أن تكون الإباضة حدثت في وقت متأخر من الدروة، خاصة إذا كانت دورتك أطول من 28 يوما أو غير منتظمة أو إذا كنت تستخدمين وسيلة منع حمل هرمونية مثل الحبوب أو الغرسات).
فإن لم تكن أي أعراض أخرى، قد يحدد الطبيب موعدا آخر بعد أسبوع أو أسبوعين لإجراء فحص آخر بالموجات فوق الصوتية.
توجد أجهزة دوبلر يمكن شراؤها واستخدامها في المنزل، لقياس نبض الجنين، غير أن إدارة الغذاء والدواء (FDA) نصحت بعدم استعمال هذه الأجهزة، نظرا لعدم وجود دراسات تؤكد أو تنفي خطورتها، كما أن هذه الأجهزة ليست لها أي فوائد طبية، عكس الموجات فوق الصوتية التي يجريها الطبيب، والتي يمكن من خلالها اكتشاف المشاكل التي يمر منها الحمل، والتأكد من صحة الجنين والأم، كما أنها يمكن أن تثير في نفس الآباء مخاوف لا داعي منها، فمعظم هذه الأجهزة يصعب عليها اكتشاف نبضات قلب الجنين.
لا توجد أي علاقة بين نبض الجنين وجنسه.
في دراسة أجريت على أجنة ذكور وإناث، تبين أنه لا وجود لفرق كبير بين نبض قلب الإناث ونبض قلب الذكور، حيث كان متوسط معدل ضربات قلب الأجنة الإناث 167.0 نبضة في الدقيقة، والأجنة الذكور 167.3 نبضة في الدقيقة، لذلك، لا ينبغي للوالدين الاعتماد على معدل نبض قلب الجنين لتحديد جنس طفلهما.
تعرفي على أعراض الحمل من خلال المقال التالي:16 علامة من أعراض الحمل المبكرة خلال الأسابيع الأولى