إزالة الغموض عن حساسية الشمس: المحفزات والعلاج

إزالة الغموض عن حساسية الشمس: المحفزات والعلاج
(اخر تعديل 2023-05-28 12:50:04 )

هي رد فعل الجهاز المناعي تجاه أشعة الشمس، الذي قد يتسبب في معاناة الشخص من الطفح الجلدي المثير للحكة. تعرف في هذا المقال على حساسية الشمس وأهم أسبابها وأعراض الإصابة بها.

حساسية الشمس

حساسية الشمس

ما هي حساسية الشمس؟

حساسية الشمس (Sun allergies) حالة صحية يتفاعل فيها الجلد بشكل غير طبيعي، محدثا ردود فعل تحسسية مع التعرض لأشعة الشمس أو غيرها من مصادر الأشعة فوق البنفسجية (UV). ويُمكن أن يصاب بها الأشخاص من مختلف الفئات العمرية، وبمختلف أنواع البشرة، ونتيجة التهاب الجلد الحساس للضوء لا يستطيع الأشخاص المصابون بهذه الحالة الصحية تعريض أنفسهم لأشعة الشمس أو أنواع الضوء الأخرى التي قد تؤذي جلدهم.

تُعرف حساسية الشمس بالعديد من الأسماء والاصطلاحات، مثل الحساسية للضوء (Photosensitivity) أو التهاب الجلد الضوئي (photodermatitis) أو التهاب الجلد الحساس للضوء (Photosensitive Dermatitis).

أنواع حساسية الشمس 

تشمل أنواع حساسية الشمس الأكثر شيوعا:

أولا: الطفح الضوئي متعدد الأشكال (Polymorphic Light Eruption (PMLE))

يعتبر الطفح الضوئي متعدد الأشكال من الأنواع الأكثر شيوعا لحساسية الشمس. ويعاني منه الأشخاص الذين تعرضوا لأشعة الشمس لمدة مطولة بعد أشهر الشتاء، أي في فصل الربيع والصيف. ويتسبب في إصابة الشخص بالحروق الجلدي، والحكة والاحمرار والطفح الجلدي ثم البثور الصغيرة.

ثانيا: الشرى الشمسي (Solar Urticaria)

يعتبر الشرى الشمسي من الأنواع النادرة لحساسية الشمس، تتسبب في ظهور تحسسات جلدية شبيهة ببثور خلايا النحل المسببة للحكة. يحدث رد الفعل التحسسي في غضون دقائق من التعرض لأشعة الشمس ويختفي بعد ساعات قليلة من التعرض.

ثالثا: التفاعلات الحساسة الضوئية (Photoallergic Reaction)

تحدث التفاعلات الحساسة للضوء نتيجة تأثير أشعة الشمس على المواد الكيميائية الموضوعة على الجلد، وتتواجد هذه المواد عادة في الأدوية أو مستحضرات التجميل أو العطور أو أنواع الواقي الشمسي، مسببة احمرارا وطفحا جلديا في المناطق المكشوفة من الجلد الذي توجد فيه المواد الكيميائية.

رابعا: الحكة الشعاعية (Actinic prurigo)

الحكة الشعاعية حالة نادرة تسبب حروقا وطفحا جلديا نتيجة التعرض لأشعة الشمس. ويمكن أن تكون الحكة الشعاعية من أمراض الحساسية الموروثة والتي تنتقل بين الأجيال.

اقرأ أيضا: فوائد أشعة الشمس: كيف نستغلها دون التعرض لأضرارها؟

أسباب حساسية الشمس

تتداخل مجموعة من الأسباب المسؤولة عن إصابة الشخص بالتهاب الجلد الحساس للضوء والتي تختلف بحسب النوع الذي يعاني منه الشخص. وتشمل هذه الأسباب: 

1. الاستعداد الجيني

يمكن أن يكون لدى بعض الأشخاص استعدادا وراثيا للإصابة بحساسية الشمس، خاصة إذا كان أحد أفراد الأسرة مصابا به فإن إصابة أفراد الجيل بعده قد يكونوا عرضة للإصابة به أيضا.

2. الأدوية

يمكن لبعض الأدوية أن تحفز حساسية الجلد للضوء، نتيجة تفاعل المواد الكيميائية المكونة للأدوية مع أشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية. وتشمل المضادات الحيوية والمسكنات وبعض أنواع مضادات الاكتئاب.

3. التعرض للإشعاع فوق البنفسجي (UV)

ينتج التهاب الجلد الحساس للضوء عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية المسببة لتلف الجلد ولحساسية الجلد تجاه الضوء، سواء من خلال التعرض لأشعة الشمس، أو عند استخدام أسِرَّة التسمير أو أنواع الإضاءات الاصطناعية.

4. المواد الكيميائية

يمكن أن تحفز بعض المواد الكيميائية المتضمنة في بعض أنواع العطور وأنواع الواقي الشمسي ومستحضرات التجميل التفاعلات الحساسة للضوء عند التعرض لأشعة الشمس.

5. الحالات الطبية الأساسية

يمكن أن تحفز بعض الأمراض من خطر الإصابة بالتهاب الجلد الحساس للضوء، وتشمل اضطرابات المناعة الذاتية ومرض الذئبة المسببن لتفاعلات حساسة لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية.

اقرأ أيضا: وجود مادة مسرطنة في 78 نوع من الكريمات الواقية من الشمس

أعراض حساسية الشمس

يمكن أن تختلف أعراض حساسية الشمس بحسب نوع وشدة الحساسية التي أصيب بها الشخص، وتشمل الأعراض العامة لهذه الحالة الصحية:

  • طفح جلدي واحمرار

يعتبر الطفح الجلدي واحمرار المناطق المصابة من الأعراض الأكثر شيوعا لالتهاب الجلد الحساس للضوء، ويظهر الطفح الجلدي على شكل نتوءات جلدية حمراء صغيرة أو بقع أو بثور. 

  • الحكة والحرقان والتورم

يمكن أن يشعر الشخص بالحكة والحرقان الذي قد يكون خفيفا إلى شديد حسب مستوى التعرض لأشعة الشمس. بالإضافة غلى تورم المناطق المعرضة للأشعة.

  • البثور وخلايا النحل

من ضمن الأعراض أيضا الشرى الشمسي أو خلايا النحل أو الكدمات الكبيرة التي تظهر على جسم الشخص بعد التعرض للأشعة. كما يمكن أن تتكون على جلد الشخص بثور تنتهي بالتمزق أو التقشر.

  • الحساسية والألم

يمكن أن تصبح المناطق المصابة بالحساسية حساسة أكثر للمس، بحيث يشعر الشخص بألم بمجرد لمسها.

  • الصداع والتعب

إلى جانب الألم، يمكن أن يشعر الشخص بالتعب والصداع نتيجة التعرض لأشعة الشمس والأعراض المصاحبة للحساسية. 

علاج حساسية الشمس

يهدف علاج حساسية الشمس إلى تخفيف حدة أعراض الحساسية والوقاية من النوبات المستقبلية. وتشمل العلاجات المتاحة:

1. تدابير الحماية من الشمس

تعتبر الوقاية من الشمس من العلاجات الأولى التي ينبغي الحرص عليها، وذلك لتقليل محفزات التهاب الجلد الحساس للضوء، وتشمل طرق الوقاية: 

  • أخذ الاحتياطات اللازمة عند التعرض لأشعة الشمس.
  • التوقف على تناول الأدوية المسببة لحساسية الضوء.
  • تغطية الجلد بالكامل.
  • استخدام واقيات الشمس واسعة النطاق.
  • تناول الأدوية الواقية من الحساسية.
  • تجنب المواد الكيميائية المسببة لحساسية الضوء.

2. الأدوية والعلاجات الموضعية

يصف الأطباء عادة الأدوية لعلاج تفاعلات الحساسية مثل مضادات الهيستامين لتقليل الحكة والتورم، ثم الكورتيكوستيرويدات التي تؤخذ عن طريق الفم ثم الأدوية المثبطة للمناعة. بالإضافة إلى المنشطات الموضعية في حالة المعاناة من التهاب الجلد الحاد للتقليل من الألم والالتهاب.

3. العلاج بالضوء

يستخدم لعلاج التهاب الجلد الحساس للضوء تقنية العلاج بالضوء التي يتم من خلالها تعريض الجلد للأشعة فوق البنفسجية بشكل تدريجي على مدى أسابيع، لإزالة حساسية الجلد وتقليل الأعراض المصاحبة للإصابة بها.

الوقاية من حساسية الشمس

للوقاية من التهاب الجلد الحساس للضوء، ينبغي اتباع النصائح التالية:

  • تجنب الشمس خلال ساعات الذروة  

يساعد تجنب التعرض لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة أي بين الساعة 10 صباحا والساعة 4 مساء في تقليل أو التعرض المباشر للأشعة المسببة للحساسية. ويُنصح عند الاضطرار للخروج في هذه الفترة بارتداء الملابس الواقية للجسم بأكمله، ووضع النظرات الشمسية ووضع القبعات ذات الحواف العريضة.

  • استخدام واقي الشمس  

يُنصح باستخدام وافي شمسي واسع الطيف مع حماية عالية من الشمس والأشعة فوق البنفسجية الطويلة والمتوسطة مع وضعه على المناطق المكشوفة من الجلد بانتظام، وبشكل خاص بعد السباحة وبعد التعرق المفرط.

  • اختيار الملابس والإكسسوارات المناسبة للحماية من أشعة الشمس

ينبغي اختيار الملابس الواقية والمنسوجة بإحكام مثل القبعات ذات الحواف العريضة، والسراويل، والثياب ذات الأكمام الطويلة، للحماية من أشعة الشمس.

التعايش مع حساسية الشمس

هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها للتعايش مع حساسية الشمس، وتشمل: 

1. الحماية من أشعة الشمس

من الضروري تجنب أشعة الشمس خلال ساعات الذروة، مع الحرص على البقاء في الظل وارتداء الملابس الواقية من أشعة الشمس. بالإضافة إلى استعمال الواقي الشمسي واسع الطيف الذي يوفر حماية عالية من الشمس والأشعة فوق البنفسجية.

2. التعرف على المحفزات

يساعد التعرف على المحفزات في الوقاية من تفاقم أعراض الحساسية، مثل الأدوية أو المنتجات المحتوية على المواد الكيميائية المسببة للتفاعلات السلبية مع أشعة الشمس.

3. اختبار المنتجات

يُنصح باختبار المنتجات باستخدام عينة صغيرة منها للتأكد من احتمال تسببها أو عدم تسببها لالتهاب الجلد الحساس للضوء. 

4. تغيير نمط الحياة

لتقليل التعرض لأشعة الشمس، يُنصح بممارسة الأنشطة اليومية في وقت مبكر من اليوم أو في الساعات بعد وقت الذروة أو اختيار الجلوس أو الوقوف أو التواجد في الأماكن المظللة عوض الأماكن المشمسة.

5. حمل الأدوية

يُنصح بالاحتفاظ بالأدوية في حالة وصفها من قبل الطبيب، وتشمل مضادات الهيستامين والستيرويدات الموضعية التي يمكن استخدامها عند التعرض لأشعة الشمس.

أسئلة شائعة قد تهمك

هل يمكن الشفاء من حساسية الشمس ؟

لا يمكن الشفاء أو التعافي من حساسية الشمس بشكل كلي، لكن، يمكن السيطرة والتحكم في الأعراض. من خلال اتباع نصائح وخطوات الوقاية، واتباع العلاجات الموصوفة للتقليل من تفاعلات الحساسية وشدة الأعراض في حالة التعرض لأشعة الشمس وللأشعة فوق البنفسجية.

ليس من الضروري أن تظهر الأعراض بمجرد التعرض لأشعة الشمس، بل قد يستغرق ظهورها ساعات أو أيام. لذلك، يُنصح باستشارة الطبيب بمجرد ظهور أعراض الحساسية لتلقي العلاج المناسب وتفادي تفاقم الأعراض.

المصادر