البابونج نبتة طبية، تم تحديد قيمتها العلاجية والتجميلية والغذائية عبر سنوات من الاستخدام والأبحاث، فما هي فوائد البابونج؟ وما هي الأمراض التي يعالجها؟ وما آثاره على صحة الجهاز الهضمي؟ وكيف يساهم في محاربة القلق والتعب والالتهابات؟
البابونج Chamomile، هو نوع نباتي طبي معروف من عائلة Asteraceae، يشار إليه غالبا باسم النجم بين الأنواع الطبية، يصل ارتفاعه إلى 10-60 سم، ويحتوي على أوراق شجر ريشية وأزهار بيضاء تشبه الأقحوان تنمو حوالي 20.8 سنتمتر، ويحتوي على العديد من المكونات المسؤولة عن خصائصه الطبية مثل (مركبات الفلافونويد والتربينويدات والكومارين).
وقد أثبت البابونج دوره كعامل علاجي في مجالات مختلفة، كعامل مضاد للالتهابات، ومضاد للأكسدة، ومسكن، ومضاد للميكروبات، وواقٍ للكبد، ومضاد للحساسية، ومضاد للسرطان، وعامل مضاد لارتفاع ضغط الدم.
يوفر البابونج العديد من العناصر الغذائية، ووفقا لوزارة الزراعة الامريكية( USDA) يحتوي كل 100 جرام منه على:
يحتوي البابونج على العديد من العناصر الغذائية التي تعزز قيمته الغذائية، كالكربوهيدرات والبروتين، والدهون، والألياف التي تساعد في تعزيز عملية الهضم، والفيتامين C الذي يعتبر أحد مضادات الأكسدة التي تعزز وظيفة الجهاز المناعي، والكالسيوم والنحاس والزنك والحديد وغيرها من العناصر الضرورية للجسم.
كما يتوفر على بعض المركبات الكيميائية النشطة مثل الكامازولين والأبيجينين واللوتولين والبيتا كاروتين والبيسابولول.
يوجد نوعان رئيسيان للبابونج، يشاع استخدامهما للأغراض الصحية هما:
وهناك نوع ثالث يستخدم في الصناعات التجميلية والعطور، معروف باسم:
اقرأ أيضا: 5 فوائد صحية لشرب شاي البابونج!
للبابونج مجموعة من الفوائد منها:
يستخدم البابونج منذ القدم كعلاج للأمراض المرتبطة بالجهاز الهضمي، وقد أشارت دراسة إلى فعاليته كعلاج لاضطرابات الجهاز الهضمي، المغص، واضطراب المعدة، وانتفاخ البطن، والقرحة، وتهيج الجهاز الهضمي، كما أنه مفيد بشكل كبير في طرد الغازات، وتهدئة المعدة، وإرخاء العضلات التي تنقل الطعام عبر الأمعاء.
يساعد البابونج بشكل كبير في التخفيف من حدة التوتر والقلق، واسترخاء الجسم، والتخلص من الشعور بالإجهاد، وقد أشارت دراسة إلى تأثيرات شرب شاي البابونج المهدئة والمزيلة للقلق، وفي دراسة أخرى أظهر التدليك بالزيوت العطرية التي تشمل البابونج، فعاليته في إدارة القلق، وتحسين نوعية النوم لدى المرضى الذين يعانون من إصابات الحروق.
ورد في دراسة أن مركبات الفلافونويد الموجودة في البابونج هي المسؤولة عن آثاره المضادة للالتهابات.
وقد أثبتت دراسة أخرى النشاط القوي المضاد للالتهابات، في زيت البابونج المتطاير، عن طريق تثبيط إنتاج محفزات الالتهابات، وهو ما يفسر استخدامه كعلاج للأمراض الالتهابية مثل التهاب الثدي، والتهاب القولون، والتهاب الجلد، والتهاب المثانة، والتهاب الملتحمة.
تحتوي أزهار البابونج على 1-2% من الزيوت الطيارة، بما في ذلك (ألفا بيسابولول)، و(أكاسيد ألفا بيسابولول A و B)، و (الماتريسين) الذي عادة ما يتم تحويله إلى كامازولين، وفلافونويدات أخرى تمتلك خصائص مضادة للالتهابات.
وقد أظهرت دراسة أجريت على متطوعين أن فلافونويد البابونج والزيوت الأساسية التي يحتوي عليها تخترق تحت سطح الجلد لتصل إلى طبقات الجلد العميقة، وهو ما يفسر استخدامها كعوامل موضعية مضادة للالتهابات.
يعمل شاي البابونج على دعم الجهاز المناعي، إذ يحتوي على مضادات الأكسدة apigenin، التي أثبتت إحدى الدراسات فعاليتها في محاربة الخلايا السرطانية، وبالدرجة الأولى تلك التي توجد في الثدي، والجهاز الهضمي، والجلد، والبروستاتا، والرحم، إضافة لبعض الأورام الدموية الخبيثة.
كما أظهرت نتائج دراسة أجريت في اليونان على 537 شخصا، أن شرب شاي البابونج، يقي من سرطان الغدة الدرقية، وأمراض الغدة الدرقية الحميدة الأخرى.
للبابونج فوائد عديدة لصحة الرجل، فهو يعمل على علاج نزلات البرد وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز الهضمي، ويعزز جهاز المناعة ويساعد على مكافحة الالتهابات، ويحارب بعض السرطانات، كما أنه يعالج بعض الأمراض الجلدية كالإكزيما، إضافة إلى محاربة التوتر والقلق وغيرها من الفوائد.
كما أنه يمكن أن يساعد على تحسين جودة الحيوانات المنوية، ورفع مستوى هرمون التستوستيرون، وتحسين النواقل العصبية، غير أنه لا يوجد ما يكفي من الدراسات والأبحاث لإثبات ذلك.
في تجارب أجريت على فئران يعمل البابونج على تحسين الوظيفة الإنجابية لدى الفئران المصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS)، كما أنه يعمل على تنظيم الهرمونات الجنسية وهرمون الليبتين ودهون الدم ويقلل الخلايا الالتهابية، كما أنه قلل من التأثيرات الضارة للفورمالدهيد على الجهاز التناسلي لدى ذكور الجرذان.
وفي دراسة أخرى أجريت على نساء في سن اليأس، يعانين من ألم الجماع، لتحديد فوائد البابونج للمهبل، اتضح أن استخدام هلام مستخلص البابونج ساعد في التخفيف من آلام الجماع، وزيادة الإشباع الجنسي.
يعمل البابونج على تحسين عملية الهضم، عن طريق تقليل مخاطر الإصابة ببعض أمراض الجهاز الهضمي، كما أنه مضاد للإسهال والتشنج، ويعتبر فعالا في علاج الإسهال الحاد لدى الأطفال عن طريق تقليل أعراضه وتقصير مدة المرض.
في مراجعة نشرها المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية (NCBI) يساعد البابونج في الوقاية من السمنة وعلاجها، وكذا التخلص من مضاعفات بعض الاضطرابات الأيضية (مرض السكري، أمراض القلب والأوعية الدموية، السكتة الدماغية…)، فالبابونج يعد أشهر النباتات الطبية في العالم، بفضل المحتوى العالي الذي يتوفر عليه من المركبات الفينولية والزيوت الأساسية، التي تعمل كمضادات للأكسدة والالتهابات والميكروبات، بالإضافة إلى العمل على تحسين وظيفة الجهاز الهضمي.
يعد زيت البابونج مكونا شائعا للعناية بالشعر، حيث يمكنه أن يعزز نمو الشعر، من خلال تحسين الدورة الدموية في فروة الرأس، وتجهيزها لتلقي العناصر الغذائية، ومن خلال تعزيز إنتاج الكولاجين أيضا.
يعمل البابونج على تحسين صحة الجلد، إذ إن تطبيقه على الجلد قد يكون مرطبا ومفيدا في تقليل التهاب الجلد، كما تشير إحدى الدراسات إلى كونه فعالا في محاربة جفاف الجلد والحكة، وبعض اضطرابات الجلد الأخرى كالاكزيما، لاحتوائه على ثلاثة مكونات رئيسية من السيسكي تربين (الأزولين، البيسابولول، الفارنيزين).
أظهرت دراسة أجريت على مرضى يعانون من التهاب مفاصل الركبة، أن زيت البابونج يقلل من الحاجة للمسكنات لدى هؤلاء المرضى، كما أظهرت نتائج أخرى إيجابية على الوظيفة البدنية لديهم.
بفضل آثاره المهدئة يستخدم شاي البابونج والزيوت العطرية بشكل كبير لعلاج اضطرابات النوم مثل الأرق.
يستهلك البابونج بعدة طرق، حيث يتم تصنيع العديد من المنتجات من زهوره، ويمكن استخدام البابونج إما موضعيا على شكل زيوت أو كريمات، أو تناوله على شكل أعشاب أو شاي، أو كمكمل غذائي في شكل كبسولات.
لكن الاستخدام الأكثر شيوعا للبابونج هو الشاي الذي يصنع من الزهور المجففة لنباتاته.
يفضل الكثيرون شرب شاي البابونج كبديل للشاي الأسود والأخضر، فهو مليء بمضادات الأكسدة التي تقلل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، وفي ما يلي طريقة من طرق تحضيره:
يستغرق تحضير شاي البابونج بضع دقائق فقط:
1. ملعقة كبيرة من زهور البابونج المجففة
2. الماء
3. السكر أو العسل
1. وضع الماء فوق النار حتى الغليان.
2. وضع أزهار البابونج المجففة في كيس شاي فارغ أو في مصفاة.
3. خد كوبا، ثم ضع فيه كيس أو مصفاة الشاي، واسكب الماء الساخن فوقه.
4. اتركه لمدة خمس دقائق، ثم قم بإزالة كيس الشاي أو المصفاة.
5. إذا أردت يمكنك تنكيه الشاي بوضع السكر أو العسل أو شرائح الليمون.
قد تكون المكملات الغذائية للبابونج مفيدة لاضطراب القلق العام، كما أنه يمكن للمنتجات التي تحتوي على مجموعات معينة من الأعشاب التي تشمل البابونج أن تكون مفيدة لاضطراب المعدة والإسهال عند الأطفال والرضع، لكن لا يوجد ما يكفي من الدراسات التي تثبت فعالية البابونج وحده لعلاج هذه الحالات.
يعد شرب البابونج كل يوم آمنا، فهو معروف بقدرته على تقليل القلق ومساعدة الأشخاص على النوم. كما أنه يستخدم لتهدئة اضطراب المعدة ومشاكل الجهاز الهضمي الأخرى وغيرها من المشاكل كما رأينا، غير أنه يستحسن تجنبه من طرف الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الشديدة، والأشخاص الذين سبق أن عانوا من رد فعل تحسسي، والرضع والأطفال الصغار جدا
أسئلة شائعة قد تهمك
يعد شاي البابونج آمنا بشكل عام، غير أنه لا توجد دراسات وأبحاث كافية لمعرفة مدى تأثيره على الكلى.
يعد البابونج مفيدا جدا للقولون، وعلاجا شائعا للأمراض المرتبطة به، حيث يساعد شاي البابونج الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي في التخفيف من أعراضه، ويوفر لهم الراحة، كما أنه يهدئ المعدة ويطرد الغازات ويحارب قرحة المعدة والإسهال.
وفقا لدراسة، تحتوي أزهار البابونج المجففة على العديد من مركبات(التربينويد) و (الفلافونويد)، التي تعزز خصائصه الطبية والعلاجية، حيث يستخدم البابونج بكثرة لعلاج العديد من الأمراض كحمى القش، والالتهابات، والتشنجات العضلية، واضطرابات الدورة الشهرية، والأرق، والقرحة، والجروح، إضافة لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي، وآلام الروماتيزم، والبواسير، كما تستخدم الزيوت العطرية من البابونج بشكل كبير في مستحضرات التجميل أيضا.