منذ القدم، عرفت الحجامة كعلاج لأمراض متعددة، منها الجسدية والنفسية والعقلية. فما هي فوائد الحجامة؟ وما هي الأمراض التي تعالجها؟ وما الآثار والمخاطر الجانبية التي يحتمل أن تسببها؟ ومن هم الأشخاص الممنوعون من استخدامها كعلاج؟
الحجامة هي علاج طبي قديم، يصنف ضمن العلاجات البديلةـ يقوم فيه المعالج بوضع أكواب خاصة على الجلد، توضع غالبا إما على الظهر والرقبة والكتفين أو على موضع الألم في الجسم، وذلك لبضع دقائق لإنشاء شفط موضعي لتعبئة تدفق الدم، لأهداف علاجية متعددة.
ويمكن التمييز بين نوعين أساسيين من الحجامة، حجامة جافة وتكون عن طريقة شفط وامتصاص الدم فقط، و حجامة رطبة وتشمل امتصاص الدم ونزف كميات قليلة من الدم.
للحجامة مجموعة من الفوائد المعززة لصحة الجسم وللصحة النفسية، منها:
وجدت دراسة أن الحجامة يمكن أن تساعد على إدارة الألم والتخفيف من آثاره كآلام أسفل الظهر الحادة والمزمنة، والألم العضلي الليفي، حيث نجح العلاج بالحجامة في تخفيف الألم لدى المرضى الذين يعانون من الألم العضلي الليفي، إضافة إلى تخفيف آلام الرقبة المزمنة، إذ يساعد العلاج بالحجامة على استرخاء عضلات الرقبة وجعلها أكثر مرونة، كما تعمل على تقليل الألم المرتبط بمتلازمة النفق الرسغي التي تؤثر على اليدين والمعصمين.
وفقا لدراسة تساعد الحجامة على زيادة تدفق الدم، مما يساعد على تهدئة توتر العضلات، وتحسين تدفق الدم وتعزيز إصلاح الخلايا، كما يمكن أن يساهم في تكوين أوعية دمويّة جديدة في أنسجة الجسم.
يرى بعض أخصائي الوخز بالإبر أن الحجامة يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر وزيادة الاسترخاء والشعور بالهدوء، كما أنها تساعد على تحسين النوم.
أشارت دراسة نشرها المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية (NCBI) إلى أن الحجامة تؤدي إلى زيادة تدفق الدم، مما يمكن أن يعزز إزالة الفضلات والسموم من الأنسجة وتطهير الجسم، كما يمكنها أن تعمل على تنشيط الجهاز المناعي وبالتالي المساهمة في مكافحة الالتهابات والأمراض.
حسب دراسة نشرها المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية (NCBI)، فإن فوائد الحجامة يمكن أن تصل إلى علاج العديد من الأمراض الجلدية كحب الشباب والهربس النطاقي، بالإضافة إلى أمراض أخرى كشلل الوجه.
كما يستخدم العلاج بالحجامة أحيانا للتقليل من ظهور السيلوليت عن طريق تحفيز تدفق الدم وتعزيز تحلل الرواسب الدهنية.
يعتبر العلاج بالحجامة آمنا بشكل عام، مع إمكانية حدوث بعض الآثار الجانبية النادرة، التي تتفاوت درجة خطورتها، منها:
اقرأ أيضا: هل الحِجامة فعّالة كوسيلة علاجية؟ وما هي الأمراض التي تعالجها؟
للحجامة فوائد عديدة للرجال، فهي تخفف من شدة آلام أسفل الظهر والركبة وآلام الرقبة والكتف، كما تخلصهم من الصداع والتوتر، وتعمل على علاج الهربس النطاقي وشلل الوجه، وتعزز الانتعاش الرياضي لديهم، كما تساعدهم على التخلص من السعال والربو ومشاكل التنفس الأخرى، إضافة لعلاج فتق القرص القطني ومتلازمة النفق الرسغي وارتفاع ضغط الدم.
كما تفيد الرجال، لها فوائد عديدة للنساء أيضا، فهي تخلص النساء من التوتر والصداع، وارتفاع ضغط الدم، وتساهم في تحسين الحالة النفسية للمرأة، كما أنها تحارب سرطان عنق الرحم، وتعمل على إصلاح اضطرابات توازن الهرمونات وتساعد في التخلص من بعض المشاكل الجلدية كحب الشباب وتخفف من السيلوليت.
تساعدة الحجامة على تخفيف الآلام والتوتر العضلي وتحسين مرونة العضلات. حيث يعمل الشفط الناتج عن الكؤوس الموجودة على الجلد على زيادة تدفق الدم إلى المنطقة المعالجة، مما يعزز توريد الأكسجين والمواد الغذائية إلى الأنسجة والعضلات، كما تساعد على تخفيف التوتر وتحسين الاسترخاء العام للجسم، مما يمكن أن يكون مفيدا للأشخاص الذين يعانون من آلام الظهر.
يمكن أن تساعد جلسات الحجامة في تخفيف صداع الرأس، سواء كان نصفي او توتري، من خلال تحسين تدفق الدم وتخفيف الضغط في المنطقة، كما يرى البعض أن الحجامة تساعد على الاسترخاء والنوم وتعمل على تقليل التوتر والقلق
يعمل العلاج بالحجامة عن طريق تحفيز تدفق الدم وتحسين الدورة الدموية، وهو ما يمكن أن يحفز القدرة على الانتصاب. لكن، ليس هناك ما يكفي من الدراسات لإثباث هذه الفعالية، لذلك، لا يمكن اللجوء إلى العلاج بالحجامة لوحده لعلاج الانتصاب بل لا بد من استشارة أخصائي للحصول على العلاجات المساعدة.
اقرأ أيضا: الحجامة: هل يُؤيد العِلم ما جاء به الدين؟
تعمل الحجامة على علاج مجموعة من الأمراض، ويمكن ذكرها كالتالي:
تشير بعض الأبحاث إلى أنه يمكن للأشخاص الذين يعانون من الصداع المزمن أو النصفي أو التوتر الاستفادة من العلاج بالحجامة، حيث وجدت دراسة أجريت على 70 شخصا يعانون من التوتر المزمن أو الصداع النصفي، أن الأشخاص الذين خضعوا للحجامة انخفض لديهم متوسط شدة الصداع بنسبة 66%.
ووجدت دراسة نشرت في فبراير 2019 في مجلة Biomedical Research and Therapy، والتي أجريت على 132 شخصا يعانون من الصداع النصفي أن الأشخاص الذين تلقوا العلاج بالحجامة لديهم انخفاض كبير في شدة الألم مقارنة بأولئك الذين لم يتلقوا العلاج.
تساهم الحجامة على تحفيز الدورة الدموية وتحسين تدفق الدم الى الجهاز التنفسي، مما يمكن أن يساعد في تقليل الاحتقان وتحسين توريد الاكسجين الى الانسجة، كما أنها تعمل على تخفيف التهاب الرئة وإصابتها.
تعمل الحجامة على تحسين عملية الهضم وتعد مفيدة للأشخاص الذين يعانون من آلام المعدة، والإسهال والتهابات المعدة الحادة، وفقدان الشهية، وأمراض الجهاز الهضمي، واحتباس الماء في الجسم
تستخدم الحجامة في بعض الأحيان كعلاج لبعض الاضطرابات الجلدية، من خلال تحفيزها لتدفق الدم إلى مناطق الجسم المصابة مما يمكن أن يساعد في توصيل المواد الغذائية والأكسجين إلى الأنسجة وتسريع عملية التئام الجروح، كما أنها تقلل من التورم والالتهاب، إضافة إلى تنظيف البشرة وتحسين مرونة الجلد.
لم يتم إجراء ما يكفي من الأبحاث والدراسات للكشف عن فوائد الحجامة للصحة النفسية والعقلية.
أسئلة شائعة قد تهمك
لم يتم تحديد مدة معينة لظهور نتائج الحجامة، لكن تبدأ النتائج عموما بالظهور بعد اختفاء العلامات والآثار التي تتركها على الجسم، وذلك بعد حوالي أسبوع أو أسبوعين من إجرائها.
يمنع منعا كليا العلاج بالحجامة بالنسبة للأشخاص المصابين بالسرطان، وفشل الأعضاء، والهيموفيليا أو اضطراب الدم المشابه، كما لا ينصح بالعلاج بها لكبار السن، والأطفال، والنساء الحوامل أو خلال فترة الحيض، وكذلك بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، ومرضى القلب والأوعية الدموية، والمرضى الذين يستخدمون الأدوية المضادة للتخثر…
كما يمنع أن تشمل الحجامة المواقع التي تعاني من تجلط الأوردة العميقة، أو الجرح المفتوح، أو كسر العظام، ولا ينبغي إجرائها مباشرة على الأعصاب، أو الشرايين، أو الأوردة، أو الدوالي، أو الآفات الجلدية، أو فتحات الجسم، أو الغدد الليمفاوية، أو العيون، أو المناطق المصابة بالتهاب الجلد، أو المناطق المتقرحة أو النازفة.