جنون البقر: كل ما تحتاج لمعرفته حول الأعراض والأسباب والعلاج
ظهرت أولى حالات العدوى المحتملة لمرض جنون البقر خلال سبعينيات القرن الماضي حيث تم تحديد حالتين من مرض جنون البقر سنة 1986. ومن المحتمل أن يكون سبب الإصابة بمرض جنون البقر ناتجًا عن تغذية وعلف الحيوانات الملوث بمرض البريون. إليك في هذا المقال كل ما تحتاج لمعرفته حول أعراض جنون البقر وأسبابه وطرق تشخيصه وعلاجه.
جنون البقر
ما هو جنون البقر؟
مرض جنون البقر أو الإعتلال الدماغي الإسفنجي البقري (Mad cow disease or bovine spongiform encephalopathy) هو اضطراب عصبي تدريجي يصيب الماشية نتيجة الإصابة بعدوى تسمى بريون، إن طبيعة العامل القابل للانتقال ليست مفهومة جيدًا. يعتقد معظم العلماء أن تطور المرض يحدث عندما يفقد البروتين الخلوي الطبيعي (بروتين البريون) في الدماغ شكله الطبيعي، مما يؤدي الى اختلال بروتين البريون، ويتسبب في تدمير خلايا المخ وأنسجة الجهاز العصبي.
عند الحيوان المصاب بالمرض تتركز البريونات في منطقتين من الجسم أنسجة الجهاز العصبي، بما في ذلك المخ والحبل الشوكي والعينين، والأنسجة اللمفاوية، مثل الغدد الليمفاوية ونخاع العظام والطحال.
أعراض جنون البقر
تشمل أعراض مرض جنون البقر ما يلي:
- تغيرات في سلوكيات الماشية
- الرعاش
- الاستجابات المفرطة للمحفزات
- الترنح أي عدم التوازن أثناء المشي
- العدوانية بحيث تُصبح الماشية المُصابة مصدر خطر للحيوانات الأخرى
- انخفاض انتاج الحليب
- فقدان الوزن
- لعق الجسم باستمرار، وهذا نادر الحدوث
هل يصاب الإنسان بمرض جنون البقر؟
في حالات نادرة، يمكن أن يصاب الإنسان بمرض جنون البقر، عن طريق الإصابة بنوع بشري من مرض جنون البقر يسمى مرض كروتزفيلد جاكوب البديل، وهو مرض قاتل، مع مرور الوقت، حيث يدمر داء كروتزفيلد جاكوب الدماغ والحبل الشوكي. يصاب الأشخاص بالمرض نتيجة تناول لحوم أبقار مصابة بالمرض، لا توجد دراسات تؤكد إمكانية الإصابة بالعدوى عند شرب حليب الابقار المصابة بالمرض أو تناول منتجات الألبان.
ينقسم مرض كروتزفيلد جاكوب إلى أربعة أنواع رئيسية، تشمل :
1. داء كروتزفيلد ياكوب المتقطع
يعتبر هذا النوع الأكثر انتشاراً، على الرغم من كونه النوع الأكثر شيوعًا من فإنه نادراً ما يتعرض له الأشخاص، وتحدث معظم حالاته عند البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و 75 عامًا. وتتطور الأعراض في المتوسط بين سن 60 و 65 عامًا.
2. داء كروتزفيلد ياكوب المتغير
يمكن أن تستمر مراحل المرض الاولية لفترة طويلة (فترة الحضانة)، حيث يمكن أن ينتقل هذا الأخير عن طريق الدم من شخص الى آخر.
3. داء كروتزفيلد ياكوب الوراثي
هو حالة وراثية نادرة جدًا حيث يحمل أحد الجينات المورثة (جين بروتين البريون) تتسبب في تكوين البريونات في الدماغ خلال مرحلة البلوغ، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مرض كروتزفيلد جاكوب. عادةً ما تظهر أعراض المرض الأولية عند الأشخاص في أوائل الخمسينيات من العمر.
تعد نسبة المصابين بالمرض ممن لديهم تاريخ عائلي من المرض أو تأكدت إصابتهم بطفرة جينية مرتبطة به أقل من 15%.
4. داء كروتزفيلد ياكوب علاجي المنشأ
يمكن انتقال العدوى عن طريق الخضوع لجراحة الدماغ باستخدام أدوات ملوثة بالبريونات وهي الجزيئات المسؤولة عن نقل العدوى.
أعراض مرض كروتزفيلد جاكوب
يصيب مرض كروتزفيلد جاكوب بشكل تقليدي الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم ما بين 50 و 75 عامًا. ومع ذلك، فإن الشكل المتغير لمرض كروتزفيلد جاكوب يصيب الشباب كذلك (متوسط عمر البداية هو 28)، وتشمل أعراضه مايلي :
- وخز أو حرقان أو وخز في الوجه واليدين والقدمين والساقين.
- فقدان الذاكرة
- تغييرات في الشخصية
- فقدان التوازن والتنسيق
- مشاكل في الكلام
- مشاكل في الرؤية والعمى
- حركات الطبيعية
- فقدان تدريجي لوظائف الدماغ والتنقل
يموت معظم المصابين بمرض كروتزفيلد جاكوب في غضون عام من ظهور الأعراض عليهم، وذلك عادةً بسبب العدوى.
اقرأ أيضاً:ما هو داء الكلب وما هي كيفية علاجه؟
أسباب جنون البقر
1. أسباب غير معروفة
يرتبط انتقال المرض عن طريق دخول البريون إلى جسم الماشية، وهو عبارة عن بروتين مجهول المصدر. مما يجعل عملية انتقاله غير مفهومة بشكل جيد.
2. إمكانية الارتباط بالعدوى
تحدث عدوى البريون انقسامات واختلالات في الجهاز العصبي المركزي للماشية و للإنسان، حسب العديد من الدراسات فإن البريون إلى يدخل جسم الماشية من خلال تقديم اللحوم والعظام المطحونة الملوثة بالعدوى كعلف لتغذيتها. يمكن أن يحدث ذلك عند الإنسان عند أكل لحوم الأبقار المصابة بالمرض.
مضاعفات جنون البقر
يؤثر مرض جُنون البقر تأثيرًا كبيرًا على الدماغ، حيث يؤدي إلى إتلاف الجهاز العصبي المركزي للماشية.. ويتسم هذا الأخير عادةً بسرعة تطوره عند الأبقار، في حالات إصابة الأشخاص بمرض كروتزفيلد-جاكوب الناتج عن جنون البقر فقد يدخل العديد منهم في غيبوبة تؤدي إلى الوفاة.
تشخيص جنون البقر
قد لا تظهر أعراض المرض في مراحله الأولى، في المراحل المتطورة يتم التشخيص عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI). ويعتمد تحليل الأطباء لوجود هذا المرض من خلال استبعاد وجود الأمراض العصبية الأخرى المشابهة له من حيث الأعراض.
عند إصابة الإنسان بمرض كروتزفيلد جاكوب يتم أخذ عينة من الدم لاستبعاد وجود أمراض عصبية أخرى مشابهة أو لرؤية إذا كان دم الإنسان يحتوي على البروتينات المشوهة التي تكون في البقرة المصابة، ومن الممكن إجراء تحليل للدماغ لمعرفة ما إذا كان هناك أمراض عصبية أخرى، أو أخذ خزعة نسيِجية من الدماغ ودراستها مخبرياً.
علاج جنون البقر
بشكل عام لا يوجد علاج لمرض جنون البقر، يركز الأطباء على تقديم الدعم للمرضى وتخفيف الأعراض التي يشعر بها المريض، عن طريق توفير أجهزة تساعد على المشي أو اعتماد الأدوية التي تخفف الألم.
أسئلة شائعة قد تهمك
هل مرض جنون البقر وراثي؟
تظهر نتائج بعض الدراسات الحديثة حول أسباب مرض جنون البَقر أنه في بعض الأحيان قد يكون وراثيًا، حيث يمكنه أن يكون ناتجاً عن طفرة جينية داخل جين يسمى بروتينات البريون (Prion Protein Gene)، يتم التعبير عنها بكثرة في الدماغ والخلايا المناعية للثدييات.
هل من الممكن أن تصاب الحيوانات الأخرى بمرض جنون البقر؟
يمكن أن تصاب الأغنام والماعز بأعراض مشابهة لمرض جنون البقر من نوع خاص، وبالنسبة للحيوانات الأليفة المنزلية تعد القطط من الحيوانات التي يمكن أن تتعرض للمرض اعتلال الدماغ الإسفنجي القطط.
تم وضع تدابير مراقبة الصحة العامة عن طريق تدابير المراقبة، أو عزل الحيوانات المريضة، أو حظر المواد الخطرة المحددة، في العديد من البلدان، لا سيما البلدان التي لديها حالات محلية مؤكدة من المرض، من أجل منع الأنسجة التي يحتمل أن تكون مصابة بالمرض من التأثير على الإمدادات الغذائية البشرية.
اقرأ أيضاً: الكيس العُدارِي الكبدي عند الإنسان.. ما هو هذا المرض المرتبط بالكلاب والماشية؟
