اضطراب ما بعد الصدمة والزلازل: كشف الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة والزلازل: كشف الصدمة
(اخر تعديل 2023-09-13 15:07:44 )

تعد الزلازل أصل الإصابة بالعديد من الاضطرابات النفسية، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة بسبب طبيعتها المؤلمة. وبالنظر إلى تفاصيل الكوارث الطبيعية، فإن جوانب اضطراب ما بعد الصدمة لدى الناجين من الزلزال يمكن أن تكون طويلة المدى. تعرف في هذا المقال على اضراراب ما بعد الصدمة والزلال وكيفية تحديده وعلاجه.

أثر الكوارث الطبيعية على الصحة العقلية

من الشائع بالنسبة للمجتمعات والأفراد التأثر بالكوارث الطبيعية، حيث تترك هذه الأخيرة آثاراً نفسية بما في ذلك الأفكار والمشاعر والسلوكيات التي يمكن أن تكون مكثفة ومربكة ومخيفة.

تشير بعض الدراسات أن يتأثرون الأطفال وكبار السن بالكوارث أكثر من البالغين، ومن المرجح أن يستمروا في ظهور الأعراض المرتبطة بالصدمة بعد وقوع الكارثة، إن الاضطرابات في الروتين، والانفصال عن مقدمي الرعاية نتيجة لعمليات الإخلاء أو النزوح، والضغط الأبوي بعد وقوع الكارثة، كلها عوامل تساهم في محنة الأطفال. غالبًا ما يتمتع الأطفال بقدرة عالية على الصمود وقد تنتهي ردود أفعالهم تجاه الكوارث بمرور الوقت، ولكن يجب مراقبتها بحثًا عن الآثار الطويلة المدى للإجهاد المزمن.

اقرأ ايضاً: اضطراب ما بعد الصدمة : أعراضه وكيفية علاج نفسك بفعالية

اضطراب ما بعد صدمة والزلازل

فهم الأثر النفسي للزلازل

غالبًا ما يعاني الناجون من الزلازل من حالة من اليقظة المفرطة، وذلك لأن الجسم يكون في حالة تأهب قصوى لمواجهة تهديد آخر لسلامتك، مما قد يجعلك تشعر بالتوتر والقلق. عادة، تختفي هذه الاستجابة من تلقاء نفسها، ولكنها قد تكون سمة لشيء أكثر خطورة إذا لم يحدث ذلك، مثل اضطراب ما بعد الصدمة.

يمكن أن تظهر عند الشخص أيضا علامات القلق أو الاكتئاب، يظهر المرضان أعراضًا متشابهة مثل التعب، وفقدان النوم، وانخفاض الاهتمام بالأنشطة اليومية، والتهيج، وعدم القدرة على التركيز. قد تأتي هذه الأعراض وتختفي مع مرور الوقت، ولكن إذا استمرت، فمن المهم طلب العلاج.

الأعراض الشائعة لاضطراب ما بعد صدمة والزلازل

اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) هو حالة ضعف ناجمة عن أحداث سابقة تهدد الحياة والتي تظهر كأعراض إعادة التجربة، والتبلد، والتجنب، وفرط الإثارة، أظهر هذا الاضطراب معدلات متزايدة من الإعاقة الشديدة والمرض والوفاة المبكرة، تشير بعض الدراسات أن أكثر من ثلثي عامة سكان العالم يتعرضون لصدمات نفسية بعد وقوع زلزال في مرحلة ما من حياتهم، مما يؤدي إلى مجموعة واسعة من العواقب الصحية الجسدية والعقلية.

أفادت هذه الدراسة أن ما لا يقل عن 50٪ من الناجين من الزلزال قد يصابون بالاكتئاب المزمن والقلق العام واضطراب ما بعد الصدمة، والاعتلال النفسي. يعتمد الاختلاف في هذه التقديرات، بشكل عام، على تباين حجم الحدث الزلزالي، ونوعية الأسرة، والدعم الاجتماعي، والصحة العقلية الأساسية.

عوامل الخطر للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة بعد وقوع الزلزال

الصدمات السابقة واضطراب ما بعد الصدمة

تراوحت نسبة انتشار اضطراب ما بعد الصدمة لدى البالغين بعد الزلازل من 4.10% إلى 67.07%، إن التعرض لصدمات سابقة واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) السابق يمكن أن يكونا عاملان يزيدان من احتمالية الإصابة بإضطراب ما بعد الصدمة بعد وقوع الزلزال.

إذا لم يتم التعامل بشكل صحيح مع اضطراب ما بعد الصدمة السابق وتعلم كيفية التأقلم مع الصدمات النفسية، فإن هذا يمكن أن يزيد من عرضتك لتطور مشاكل نفسية مشابهة بعد وقوع زلزال.

القرب من مركز الزلزال

إن القرب من مركز الزلزال هو عامل خطر يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بالاضطراب النفسية بعد وقوع الزلزال، من الممكن أن تكون الخسائر المادية والجسدية أكبر في مناطق قريبة من مركز الزلزال، هذه الخسائر يمكن أن تزيد من الضغط النفسي وتؤثر سلبًا على الصحة النفسية وزيادة احتمالية تطور اضطراب ما بعد الصدمة.

في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة للهروب والإجلاء السريع من منطقة قريبة من مركز الزلزال. هذا النوع من الضغط والتوتر يمكن أن يزيد من احتمالية التعرض للضغط النفسي.

فقدان الأحباء والممتلكات

يعد فقدان الأحباء والممتلكات عامل خطر يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة بعد الزلزال.

مما لاشك فيه أن فقدان أحبائك وممتلكاتك يمكن أن يؤدي إلى مشاعر قوية من الحزن والصدمة. قد تكون هذه المشاعر مكمناً لزيادة المشاعر السلبية والتوتر النفسي، كما أن الشهادات على معاناة الآخرين في منطقة الزلزال قد تكون مروعة أيضًا وتزيد من الضغط النفسي على الأشخاص القريبين منهم.

نقص الدعم الاجتماعي

إن نقص الدعم الاجتماعي يزيد من احتمالية الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) بعد وقوع الزلزال نتيجة شعور الأشخاص بالعزلة والوحدة بعد الزلزال، كما أن عدم وجود شخص يمكن الثقة به والتحدث معه عن التجربة يمكن أن يجعل من الصعب التعبير عن المشاعر والانفعالات المرتبطة بالزلزال، مما يمكن أن يزيد من الضغط النفسي.

الدعم العاطفي من أفراد الأسرة والأصدقاء يمكن أن يكون له تأثير كبير على التعافي من تجارب مثل الزلازل. نقص هذا الدعم يمكن أن يزيد من صعوبة مواجهة التجربة والتعامل معها.

لمنع هذه التأثيرات على الصحة النفسية بعد الزلزال، يجب تشجيع الأفراد على البحث عن الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والعائلة والمجتمع المحلي. يمكن أن تساعد الخدمات النفسية والمجتمعية في توجيه الأفراد وتقديم الدعم النفسي الضروري للتعامل مع التجربة بشكل صحيح.

علاج اضطراب ما بعد الصدمة والزلزال

الإسعافات الأولية النفسية

الإسعافات الأولية النفسية لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) بعد حدوث زلزال يمكن أن تساعد في تقديم الدعم وتقليل الأعراض النفسية. عن طريق اعتماد الأساليب التالية:

1. العلاج السلوكي المعرفي

تؤدي الزلازل إلى زيادة معدلات مشاكل الصحة العقلية في المجتمعات التي تضربها. يساعد العلاج السلوكي المعرفي الى تطوير العلاج السلوكي يركز على السيطرة (CFBT) يهدف هذا النوع من العلاج، إلى تعزيز قدرة الناجين على مواجهة الضغوطات المؤلمة من خلال مساعدتهم على تطوير شعور بالسيطرة عليهم.

2. تقديم الدعم العاطفي

إن تقديم الدعم العاطفي من خلال وجود الأصدقاء والعائلة أمر مهم، يمكن للشعور بالاهتمام والرعاية أن يكون له تأثير إيجابي على تجربة التعافي.

3. تعلم استراتيجيات التفكير الإيجابي

يمكن أن يكون للتفكير الإيجابي وإدارة الأفكار السلبية أن يكون له تأثير كبير على التحسين النفسي والتخفيف من الاضطرابات النفسية.

إذا استمرت الأعراض النفسية وتحولت إلى اضطراب ما بعد الصدمة، يجب توجيه الأفراد إلى المحترفين النفسيين.

أدوية اضطراب ما بعد الصدمة

هناك 3 أدوية موصى بها لعلاج أعراض اضطراب ما بعد الصدمة. هذه الأدوية يمكن أن تقلل من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة. قد يستغرق الأمر بضعة أسابيع حتى تلاحظ التغيير، تشمل هذه الأدوية مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية، ومثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين هي أنواع من الأدوية المضادة للاكتئاب. يمكن لبعض مضادات الاكتئاب أن تقلل من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.

اسئلة شائعة قد تهمك

ما سبب الدوخة بعد الزلزال؟

تشير بعض الدراسات إلى أن التعرض للزلازل الكبرى والهزات الارتدادية يسبب الدوخة بعد الزلزال لدى نسبة كبيرة من الأفراد، وذلك قد يكون راجعاً عن الصراعات الحسية وعدم الاستقرار الوضعي بوساطة الخلل الدهليزي، والخلل اللاإرادي، أو نتيجة عوامل نفسية.

اقرأ ايضاً: عواقبها النفسية جد وخيمة.. تأثير الحروب على نفسية من شهدها