تورم الشفاه : الأسباب والأعراض والعلاج
هل تعاني من تورم شفاهك من حين لآخر؟ هل يكون التورم خفيفا أو شديدا؟ هل هناك أسباب شخصية تؤدي إلى معاناتك من هذه الحالة الصحية؟ تعرف في هذا المقال على أسباب تورم الشفاه وأعراضه وطرق علاجه.
ما هو تورم الشفاه؟
يشير تورم الشفاه أو الشفاه المنتفخة (Swollen lips) إلى حالة تصبح فيها الشفاه أكبر حجما من المعتاد، نتيجة تراكم السوائل أو الأنسجة. يمكن أن يحدث هذا التورم بسبب عوامل مختلفة، بما في ذلك ردود الفعل التحسسية أو الإصابات أو الالتهابات أو الحالات الطبية أو غيرها من المهيجات.
يمكن أن يؤثر التورم على الشفة العلوية أو الشفة السفلية أو كليهما، ويمكن أن يكون مؤقتا أو مستمرا، خفيفا أو شديدا، يمكن أن تختلف شدته ومدته بشكل كبير بناء على السبب، وقد يكون مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الاحمرار أو الحكة أو الألم أو الانزعاج.
أسباب تورم الشفاه
يمكن أن يحدث تورم الشفاه نتيجة العديد من العوامل، من بينها:
1. الحساسية الغذائية
يمكن أن يكون تورم الشفاه من الأعراض الشائعة لحساسية الطعام، وخاصة رد الفعل التحسسي الذي يؤثر على منطقة الشفاه والفم والحلق. ويحدث هذا عندما تستهلك طعاما يسبب لك حساسية، حيث يتفاعل معه جهازك المناعي عن طريق إطلاق الهستامين والمواد الكيميائية الأخرى التي تؤدي إلى التورم. وتشمل بعض الأطعمة المسببة للحساسية الشائعة التي يمكن أن تؤدي إلى تورم الشفاه؛ المكسرات مثل الفول السوداني والمحار والبيض ومنتجات الألبان وفول الصويا والقمح وبعض الفواكه مثل الفراولة والحمضيات.
2. الحساسية الدوائية
رغم أن هذا الأمر قليل الشيوع، إلا أنه يمكن لبعض الأدوية أن تسبب تورم الشفاه كأثر جانبي، إذ يمكن أن ينجم التورم المرتبط بالأدوية عن تفاعلات حساسية أو حساسية للمكونات التي تم اعتمادها في صُنع الأدوية أو تفاعلات أخرى داخل الجسم.
3. ردود الفعل التحسسية لمستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية
يمكن أن تؤدي ردود الفعل التحسسية تجاه مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية إلى تورم الشفاه، وذلك نتيجة احتواء مستحضرات التجميل ومرطبات الشفاه وأحمر الشفاه ومنتجات التجميل الأخرى على مكونات مختلفة قد يكون لدى بعض الأفراد حساسية تجاهها، بما في ذلك العطور والمواد الحافظة والأصباغ والمواد الكيميائية المختلفة. وتظهر الحساسية عندما تتلامس هذه المنتجات مع الشفاه مسببة التورم والاحمرار والحكة وعدم الراحة.
4. الالتهابات البكتيرية
يمكن أن تسبب الالتهابات البكتيرية تورم الشفاه، مثل الإصابة بالتهاب الجلد حول الفم والتهاب الشفتين، مما يؤدي إلى أعراض مثل الاحمرار والألم والتورم. يمكن أن تنتج العدوى عن الجروح أو سوء نظافة الفم، وغالبًا ما تتطلب المضادات الحيوية للعلاج بعد تحديد الطبيب للبكتيريا المسببة للعدوى.
5. لدغات أو إصابات عرضية
يمكن أن تؤدي العضات أو الجروح أو السقوط أو بعض الحوادث التي تتعرض لها الشفاه إلى تورم موضعي نتيجة تلف الأنسجة. كما يمكن أن تسبب الإجراءات التجميلية الحديثة مثل حقن الشفاه أو الفيلر في تورم الشفاه، وهو أثر جانبي مؤقت ويعتبر جزءا طبيعيا من عملية الشفاء.
6. لعق الشفاه المفرط
يمكن أن يؤدي لعق الشفاه المفرط إلى تورم الشفاه بسبب التهيج والالتهاب. ويميكن للعق الشفتين باستمرار أن يزيل الزيوت الطبيعية التي تساعد على ترطيب الشفاه، وهو ما يؤدي إلى الجفاف والحساسية. ويمكن أن ينتج عنهما احمرار، وعدم الراحة، والتورم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للإنزيمات الموجودة في اللعاب أن تزيد من تهيج الجلد.
الحالات الطبية المرتبطة بتورم الشفاه
هناك العديد من الحالات الطبية المرتبطة بتورم الشفتين، وتشمل:
-
الوذمة الوعائية
الوذمة الوعائية هي حالة تتميز بالتورم السريع في الطبقات العميقة من الجلد، وغالبا ما تحدث حول العينين والشفتين. يمكن أن تكون الشفاه المنتفخة أحد الأعراض البارزة للوذمة الوعائية. ويمكن أن تنتج هذه الحالة عن رد فعل تحسسي، والذي يتضمن على وجه التحديد إطلاق الهيستامين والمواد الكيميائية الأخرى استجابة لمسببات الحساسية. يمكن أن يظهر التورم المرتبط بالوذمة الوعائية فجأة ويسبب عدم الراحة أو حتى الألم.
-
الهربس الفموي
يسبب فيروس الهربس البسيط قروح على شكل بثور مملوءة بالسوائل تظهر عادة على الشفاه أو حولها. يمكن أن تسبب تورما واحمرارا وألما وحكة كبيرة.
اقرأ أيضا: ما هي أسباب مرض الهربس التناسلي؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟
-
مرض كرون
يمكن أن يؤدي الالتهاب المرتبط بمرض كرون واستجابات الجهاز المناعي إلى مشاكل جلدية ومخاطية مختلفة، بما في ذلك التورم، وذلك نتيجة الإصابة بالتهاب الشفاه الحبيبي وهو حالة نادرة تتميز بتورم والتهاب الشفاه. ويرتبط أحيانًا بمرض كرون. أو نتيجة نقص التغذية؛ إذ يمكن أن يؤدي مرض كرون إلى سوء امتصاص العناصر الغذائية، مما قد يؤدي إلى نقص بعض الفيتامينات والمعادن، ومن ذلك نقص بعض فيتامينات ب، مثل الريبوفلافين (فيتامين ب2)، وهو ما قد ينتج عنه التهاب في الشفاه والفم. أو نتيجة التهاب الجهاز الهضمي المرتبط بمرض كرون المؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة، وهو ما يجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
اقرأ أيضا: داء كرون والتهاب القولون التقرحي: فيم يتشابهان؟ وفيم يختلفان؟
تورم الشفاه المفاجئ
يشير تورم الشفاه المفاجئ إلى التضخم السريع وغير المتوقع للشفاه، ويمكن أن يكون شديدا أو خفيفا، فإذا كنت تعاني من تورم الشفاه المفاجئ والشديد، خاصة إذا كان مصحوبًا بأعراض أخرى مثل صعوبة التنفس أو تغيرات في الوعي، فاطلب المساعدة الطبية الطارئة على الفور، أما بالنسبة للحالات الخفيفة من تورم الشفتين المفاجئ، استشر أخصائي الرعاية الصحية لتحديد السبب الرئيسي للتورم واتباع العلاج المناسب له.
ما سبب تورم الشفاه المفاجئ؟
يشير تورم الشفاه المفاجئ إلى التضخم السريع وغير المتوقع للشفاه الذي قد يحدث بسبب العديد من العوامل:
- ردود الفعل التحسسية تجاه الأطعمة أو الأدوية.
- ردود الفعل التحسسية تجاه مستحضرات التجميل أو أدوات العناية بالجسم والبشرة.
- الحالات الطبية كالوذمة الوعائية المسببة لانتفاخ الطبقات العميقة من الجلد فجأة.
- الالتهابات الفيروسية أو الالتهابات البكتيرية.
- التعرض للدغات أو الجروح أو الحقن.
- ارتفاع درجات الحرارة المرتفعة وأشعة الشمس والتعرض للرياح.
- الجفاف ونقص السوائل في الجسم.
علاج تورم الشفاه
يعتمد علاج تورم الشفاه على السبب الكامن وراء التورم ليتمكن الطبيب المعالج من تحديد العلاج المناسب لكل حالة، وفيما يلي بعض التوصيات التي يمكن أخذها بعين الاعتبار عند الإصابة بتورم الشفتين:
1. تجنب المحفزات
إذا كان التورم ناتجا عن رد فعل تحسسي، فيُنصح بتحديد مسببات الحساسية وتجنبها. وفي هذه الحالة، يمكن لمضادات الهيستامين المتاحة دون وصفة طبية أن تساعد في تخفيف الأعراض مثل الحكة والتورم. وإذا كان رد الفعل التحسسي شديدا، فاستشر الطبيب، خاصة إذا كنت تعاني من صعوبة في التنفس أو أعراض شديدة أخرى.
2. تطبيق الكمادات الباردة
إذا كان التورم ناتجا عن التعرض لإصابة كحادثة ما أو سقوط على مستوى الشفتين، فيمكن استخدام كمادات باردة لتقليل التورم وتخفيف الألم، مع ضرورة الحفاظ على نظافة الشفتين وما حولهما لتفادي الإصابة بالعدوى.
3. ترطيب الشفاه
يمكن أن تساهم قلة الترطيب وقلة شرب السوائل في جفاف الشفتين وتورمهما، ويُنصح في هذه الحالة بشرب ما يكفي من السوائل للحفاظ على رطوبة الشفتين، مع استخدام مرطب شفاه لتعزيز رطوبة الشفتين.
4. كريمات موضعية للقروح الباردة
يمكن أن تؤدي بعض المنتجات إلى الإصابة بالتهاب الجلد التماسي الذي قد يؤدي إلى المعاناة من تورم الشفتين والألم والحكة، وفي هذه الحالة يُنصح بوضع الكريمات أو المراهم الموضعية المهدئة لتهدئة البشرة، مع تفادي محفزات الإصابة بالالتهاب.
5. الأدوية
إذا كان التورم ناتجا عن عدوى بكتيرية، فيمكن وصف المضادات الحيوية، في حين قد تتطلب الالتهابات الفيروسية أدوية مضادة للفيروسات. ويُنصح في حالة الإصابة بالعدوى الحفاظ على نظافة الشفتين وما حولهما وتجنب لمسهما لمنع انتشار العدوى.
الوقاية من تورم الشفاه
يتضمن منع تورم الشفاه العناية الجيدة بالشفتين والوعي بمحفزات التعرض للحساسية، وللوقاية من تورم الشفتين، يمكن اتباع النصائح التالية:
-
منع ردود الفعل التحسسية
إذا كنت تعاني من حساسية معروفة، فيُنصح بتجنب ملامسة المواد المسببة للحساسية التي تثير ردود الفعل التحسسية كالتورم والاحمرار والحكة، كما يُنصح باستشارة أخصائي في الجهاز التنفسي والحساسية إذا كنت تشك في أن بعض الأطعمة أو المواد تسبب لك الحساسية.
-
العناية المناسبة بالشفاه
يمكن أن تساعد العناية المناسبة بالشفتين في تقليل تورم الشفتين، من ذلك توفير الحماية من أشعة الشمس والرياح، من خلال وضع مرطب شفاه يحتوي على عامل حماية من الشمس (SPF) لحماية شفتيك من أشعة الشمس الضارة. ويمكن أن تحمي مرطبات الشفاه من لعق الشفاه المفرط الذي قد يؤدي إلى الجفاف والتهيج.
ولتفادي أضرار منتجات العناية بالشفاه، يُنصح باختيار مرطبات الشفاه ومستحضرات التجميل التي لا تحتوي على مسببات حساسية معروفة أو مكونات مهيجة، بالإضافة إلى تجنب استخدام منتجات الشفاه القديمة أو منتهية الصلاحية.
مما يمكن أن يساعد في الوقاية من تورم الشفتين أيضا، الترطيب من خلال شرب ما يكفي من السوائل، لأن الجفاف يمكن أن يساهم في جفاف الشفاه وتشققها، بالإضافة إلى الحفاظ على نظافة الفم للوقاية من الالتهابات التي قد تؤدي إلى تورم الشفتين.
أسئلة شائعة قد تهمك
متى يختفي تورم الشفايف؟
تختلف مدة علاج تورم الشفاه باختلاف السبب. فبالنسبة لردود الفعل التحسسية فقد يختفي التورم الخفيف خلال ساعات إلى بضعة أيام إذا حصلت على مضادات الهيستامين. في حين أن التفاعلات الشديدة قد تستغرق وقتًا أطول. قد تؤدي العدوى، سواء كانت بكتيرية أو فيروسية، إلى تورم يدوم طوال مدة العدوى، ويمكن أن يختفي التورم في غضون أيام قليلة عند الحصول على المضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للفيروسات. في حين عادة ما يستمر التورم الناتج عن الإصابات من بضعة أيام إلى أسبوع، بناء على شدة الإصابة.
بعد الإجراءات التجميلية مثل حقن الشفاه أو الفيلر، قد يستمر التورم لعدة أيام، ويختفي تدريجيا عندما يتكيف الجسم مع التغييرات الجديدة. أما في حالات التهاب الجلد التماسي الناتج عن مسببات الحساسية، فعادة ما يبدأ التورم في التحسن خلال أيام قليلة بعد إزالة مسببات الحساسية وتطبيق العلاجات المهدئة. أما بالنسبة للحالات المزمنة مثل الوذمة الوعائية أو مرض كرون، فقد يستمر التورم إلى حدود علاج المرض المسبب له.
يمكن للعوامل الفردية مثل الحالة الصحية وشدة السبب أن تؤثر أيضًا على مدة استمرار التورم، لذلك، إذا كنت قلقا بشأن مدة تورم الشفتين أو شعرت بعدم الراحة، فيُنصح باستشارة أخصائي الرعاية الصحية لاتخاذ التدابير المناسبة للراحة والتعافي.
